مصير النمرود وفرعون......أم مصير الكون بقلم الدكتور (يحيى م ركاج)

من منا لا يعرف قصة
النمرود وكيف انتهى به الأمر أن طلب من قومه أن يضربوه بالحذاء(الصرماية)
على رأسه حتى مات، ومن منا لا يعرف قصة فرعون الكفر والطغيان، وكيف انتهى
الأمر به غريقاً في وسط البحر، وقد جعله رب العزة عبرة لمن خلفه، إذ قال في
محكم التنزيل " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ
خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا
لَغَافِلُونَ ".
وحديثنا في هذا اليوم ليس إعادة لما نعلمه، بل تذكيراً
بمصير فرعون ونمرود القرن الحالي، فها هو نمرود القرن الحالي يأبى أن يبصر
الحق ويعلن مئة مليار دولار لتدمير سورية عن طريق قلب نظام الحكم فيها، من
أجل نظام حكم موالي للكيان الصهيوني الغاصب، وحليفاً للشيطان الأكبر
أمريكا.
ومن خلفه فرعون الإعلام الذي يستغرب متكبراً ومتجاهلاً عن الذين
سينتخبون في سورية، والذي لم يستطع أن يخفي غيظه من عدم طاعة الشعب السوري
له وكأن لسان حاله يقول "ألا سحقاً لكم كيف أقدمتم على الاقتراع في
انتخابات سورية قبل أن آذن لكم، إنه لمكر مكرتموه بما دفعناه من مليارات،
وما اصطنعناه من دماء، لتغيروا خريطة العالم التي ما دأبنا سنوات طوال نخط
معالمها، إن لن تستجيبوا لي وللنمرود في المرة القادمة، لنشعلها حرباً تنهي
الكون معنا"
لقد تناسى النمرود وفرعونه مصير من سبقوه، فإن كان ينبئنا
بحرب تنهي العالم، فإن إعادة خريطة المنطقة على ما يبدو تنذر بخيارات
متعددة ليست في صالح النمرود وفرعونه، تتمثل للمراقبين السياسيين بصفقة
تقوم بها الولايات المتحدة التخريبية التي تحاول الهروب من الهزيمة التي
أصابتها بالمنطقة بالتضحية بإحدى أفضل حلفائها فيها، فإن كان الخيار يتراوح
بين حكام تركيا أو قطر أو أرض دولة أخرى بحكامها لن نأتي على ذكرها في
مقالنا هذا حتى تتضح المعالم لنا أكثر، فإن لم ينتهي الأمر –وهو الأرجح إلى
الآن- بقربان تقدمه الولايات المتحدة التخريبية على مذبح الشرق الأوسط
تكفيراً عن إعلانها الهزيمة في المنطقة. فإن كانت الحرب قادمة فإنها الحرب
العالمية الثالثة التي سوف تظهر دول المقاومة كأحد دول الفيتو العالمي
الجديد، أو تنهي حضارة البشرية، فأيهما أولى البحث عنه، مصير النمرود
وفرعون .... أم مصير الكون!!.