ما الذي ينتظر حكام العرب سنة 2012 ؟ بقلم : فريد بوكاس

كتب فريد بوكاس

لم تعد تفصلنا عن السنة الجديدة سوى أسابيع قليلة بعدما
أن عرفت هذه السنة عدة متغيرات سياسية على الصعيد العربي بعد ظهور ما يسمى
بالربيع العربي, قد أطاح هذا الربيع بابن علي ومبارك واغتيال القذافي, سنة
أطاحت بثلاث قيادات عمرت طويلا في الحكم, في المقابل هناك من هو في قاعة
الانتظار , وأعتقد أن القطار قد فاتهم هذه السنة ما جعلهم ينتظرون السنة
الجديدة المقبلة التي ستحمل إلينا عدة مفاجآت, برحيل قادة أخرى الذين سيصل
عددهم على الأقل خمسة, ولا أستبعد في ذلك كل من ملك السعودية وأمير قطر
وملك البحرين, لأسباب إديولوجية وفكرية أكثر مما هي سياسية اقتصادية.

فقطر
بدأت تحشو أنفها في كل صغيرة وكبيرة في الوطن العربي من المحيط إلى
الخليج, ما سيغضب بعض القادة العرب لاستخدام كل الوسائل للإطاحة بأميرها
قبل الإطاحة بهم. أما ملك البحرين فالسبب الرئيسي للإطاحة به سبب ديني,
بحيث غالبية سكان هذه المملكة الحديثة العهد ينهجون النهج الشيعي في
المقابل الأقلية السنية هي التي تتحكم في زمام الأمور وهذا ما سيحدث
انفلاتا أمنيا بعدما أن نجت منه من قبل بعد التدخل القطري عسكريا
ولوجستيكيا.

أما السعوديون كما يعلم الجميع غالبيتهم من أصحاب
الشهوات والملذات, ويحتاجون لبلد لا تتحكم فيه ما يسمى بشرطة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقوم بعمليات القبض على البسطاء وتتغاضى
الأنظار عن الأمراء... فالثورة في السعودية ستكون ثورة شهوانية في الدرجة
الأولى أو حيوانية إن صح التعبير.

بالنسبة للمغرب ورغم الاشادة
الدولية لما يعرفه من تحسن في الأوضاع السياسية ـ خارجيا ـ إلا أنه يحتل
المرتبة الأولى على الصعيد العربي من حيث القروض الأجنبية في المقابل بعض
المسؤولين المتحكمين في زمام الأمور يصنفون في المراتب الأولى في نادي
أغنياء العالم, في المقابل الشعب يغطي عن طريق الضرائب المباشرة والغير
المباشرة, مصاريف القصور المغربية التي هي على النحو التالي:

البلاط الملكي ميزانية التسير:

1_ المعدات والنفقات: 1.497.865.000 درهم

2_ الموظفون والأعوان: 392.398.000 درهم

جلالة الملك:

1_ مخصصات السيادة: 517.164.000 درهم

القائمة المدنية: 26.292.000 درهم

ميزانية التجهيز: 131.608.000 درهم

المجموع العام: 2.433.719.000 درهم سنويا ما يقارب 350 أورو في الثانية !

في
المقابل البطالة في ارتفاع بشكل خطير, احتكار السوق الصناعية من طرف
المستعمرين وليس المتثمرين الأجانب, تحويل الأرصدة المغربية إلى بنوك
أجنبية إلخ... وهذه قنبلة قد تنفجر في أية لحظة رغم المدح الأجنبي لما يجري
بالمغرب على الساحة السياسية.

أما الجارة الجزائر, فالشعب رغم
انقسامه عرقيا إلا أنه يحمل نفس الهموم, هموم الجنرالات التي لازالت تحكم
بقانون حالة الطوارئ, ولا أستبعد حراك شعبي إذا أقدم عبد العزيز بوتفليقة
إلى ترشيح نفسه لولاية رئاسية رابعة, ما سيشعل فتيل الحرب بين الشعب
والجيش, وهذا سيؤدي إلى انقسام الجزائر إلى ما هو عربي وقبائلي أمازيغي.

إن
سنة 2012 ستحمل عدة مفاجآت إن لم يراجع الحكام العرب سياسيتهم الداخلية
والنزول إلى رغبة الشعوب دون قيد أو شرط, وإلا سيغرقون في االبحر الأحمر
قبل وصولهم إلى العربية السعودية التي في حد ذاتها تحت المجهر.