مارون ناصيف| عكاريو الحدود يستغيثون…”فلترحّل الدولة اللاجئين السوريين”

لم يتفاجأ أهالي القرى الحدودية في الشمال من رؤية أحد أبنائهم ويدعى فيصل موسى وهو يدلي بإعترافات على التلفزيون السوري عن قيامه بتهريب أسلحة الى تلكلخ مع مجموعة من وادي خالد لأن معلومات هؤلاء الأهالي تشير الى الكثير من الموقوفين اللبنانيين الآخرين لدى الجيش السوري، إما بتهمة تهريب السلاح الى سوريا وإما بتهمة محاربة قوات الأمن هناك، وفي كل لحظة يتوقع الأهالي فيها أن تكشف السلطات السورية عن مجموعة لبنانية متورطة أو عن أحد الموقوفين.

غير أن ما تطلبه الغالبية من أهالي القرى الحدودية هو أن تتفاجأ الدولة اللبنانية بما تسمعه علّها تقوم بخطوات من شأنها وضع حدّ لهذه الممارسات التي تضر بمنطقة عكار ككل وتشوه صورتها في الداخل السوري الأمر الذي يهدد في المستقبل مصالح العكاريين. وفي هذا السياق، تسأل مرجعية في وادي خالد عبر “النشرة” ألم تشعر الدولة بعد أن ما يقال عن لاجئين سوريين الى عكار لا يمت الى الحقيقة بصلة؟ أو أن ما من وزير أو رئيس حكومة أو حتى جمهورية أدرك مدى الخطورة التي يحملها هؤلاء الشبان الذين يقومون بتحريض أولادنا على القتال الأمر الذي ما من والد يتمناه لإبنه؟ أين نواب عكار الذين ما إنفكوا يصولون ويجولون في وادي خالد خلال الأسابيع القليلة الماضية من خطورة هؤلاء؟ ولماذا لم يطالب النواب بمعرفة مصير اللبنانيين التسعة الذين قيل إنهم وقعوا في شباك كمين نصبه الجيش السوري لهم على مفترق صافيتا-تلكلخ بسبب معلومات وردته ان هؤلاء كانوا يريدون إستهداف آليات تابعة له في الداخل السوري من خلال عمليات مسلحة؟

أكثر ما يشكل هاجساً لدى مرجعيات هذه القرى الحدودية هو أن تجعل هذه التدخلات اللبنانية في الأحداث السورية من منطقتهم بؤرة أمنية إرهابية بالنسبة الى الرأي العام ووسائل الإعلام، كمخيم نهر البارد مثلاً أو عين الحلوة كل ذلك بسبب عدم تدخل الدولة كما يجب وضربها بيد من حديد إن لناحية بعض الشباب الذين ينجرون الى القتال وإن لناحية ما بات يسمى بـ”ملف اللاجئين السوريين” الذي يعتبر الأهالي أنه كان من الأفضل أن يسمى بـ”ملف المقاتلين السوريين”. وعمّا يسوّق له بعض النواب ومفاده أن قتل اللبنانيين في سوريا هو إعتداء مسلح على مدنيين يقصدون سوريا لإنجاز بعض الأعمال من دون أن تكون لهم أي علاقة بالقتال، يقول الأهالي “من الطبيعي جداً في حالة الحرب هذه إما أن يعتمد أهالي المناطق الحدودية سياسة الحياد وإما أن يتركوا منازلهم لفترة من الزمن لكن من غير الطبيعي أبداً هو أن يدخلوا سوريا في مثل هذه الظروف تحت شعار بعض الأعمال التي لا يمكن للنظام أن يفهمها بعد كل ما يعانيه من عمليات عسكرية من الشمال اللبناني ومن تهريب للاسلحة عبر الممرات غير الشرعية”.