وسادة من حزن

وسادة من حزن

غابت الشّمس .. و انطفأ النّهار..

جلست في شرفة دارنا تحت خيوطٍ فضّية..

أسامر نفسي..

أخاطب روحي التائهةَ عنّي..

أناجيها ..أدعوها أن ترتدّ إليّ..

أن تشفق عليّ..أو لا تشفقَ عليّ..

عادت بي ذاكرتي..

و من ظلمات حياتي انتشلت نوراً بعيداً..

و انفرجت شفتاي عن ضحكةٍ نقيّـة..

و تعانقت خصلات شعري في ضفيرتين..

وتقافزت قدماي فوق الحبل..

وقعت ..ثمّ وقفت

ثمّ لفّ جسدي فستانٌ مزركش..

و أحاط بي الأولاد..

رفعني أبي فوق الكلّ..

أحببته..قبّلني و قبّلته..

مددت عنقي و نفخت بكلّ قوّتي..

فـانطفأ النور بسعادة..

وعاد الليل يؤنس عزلتي..

و لفّ السكون المكان..

فضجّت في صدري آهاتي..ناضلت للخروج..

منعتها..لجمتها..

سكنتْ آهاتي..

ثمّ ارتدّت إلى قلبي سكّيناً..

نفذت في أعماقي..

لم تجرح شيئاً..لم تقطع شيئاً..

فكلّ شيءٍ ممزّق..

كلّ ضلعٍ محطّم..

كلّ عرقٍ مذبوح..

و لم يبق لي سوى خراب..

قرّرت أّلا أبكي..

و مثل كلّ مرّةٍ ..حنثت بقراري..

وسمحت لدمعةٍ ملتهبة أن تشعل فتيل نحيبي..

بكيت و بكيت ..دون صوت..دون أمل

انتصف الليل و لم ينضب دمعي..

فنهضت كسيرةً جريحة..

و من سواد الليل..لملمت شتات روحي المنهكة

ضممتها إليّ..

ومع شروق الفجر ..

غفونا معاً على وسادةٍ من حزن..

نحلم باللا فراق..