شباب مصري يمسح دموع الفقراء ببنك خيري للدواء

عندما يصاب الإنسان بمرضٍ يصبح الدواء طوقَ نجاةٍ يحاول الإمساك به، إلا أن الفقر قد يحرم البعض من الوصول إلى هذا الطوق، الأمر الذي دفع مجموعةً من الشباب المصري إلى التفكير في تأسيس بنك للدواء يخفف آلام المرضى الفقراء بتسهيل علاجهم.

لكن نظرًا لصعوبة تحقيق هذا المشروع الضخم من بداية الأمر بسبب وجود عقبات قانونية وتمويلية، اتفق الشباب المتطوع في بداية على القيام بدور الوسيط الذي يسهِّل وصول المتبرع بالدواء للجهات الخيرية، التي تتولى توزيعه؛ وذلك من خلال موقع إلكتروني يتضمن قاعدة بيانات عن الطرفين.

وظل الأمر هكذا لفترةٍ حتى تمكنوا من توصيل فكرتهم بتأسيس بنك للدواء إلى عددٍ من المستثمرين الذين تبنّوها، وشرعوا في تنفيذها على أرض الواقع.

محمد الشافعي -أحد هؤلاء الشباب الذين سعوا في تنفيذ الفكرة يروي قصة المشروع من البداية قائلا-: “بدأنا منذ عامين تقريبا، بعدما اكتشفنا أن الطعام والدواء يعتبران أعظم الاحتياجات عند الفقراء، إلا أن بنك الطعام المصري (قائم فعليا) استطاع أن يلعب دورًا كبيرًا في إطعام الآلاف من المحتاجين، أما الدواء فظل الاحتياج الذي يزعج هؤلاء الفقراء؛ نظرًا لصعوبة الوصول إليه”.

وتابع “من أجل مواجهة هذا الاحتياج فكرنا في تأسيس بنكٍ يساهم في توصيل الدواء إلى مستحقيه، إلا أن القانون المصري يحظر تجميع الأدوية وتوزيعها أو الاتجار بها إلا من خلال الصيدليات، وربما يسمح لبعض الجمعيات المشهرة توزيعَ الأدوية على الحالات التي تتولى مسئولية دعمها ماديًّا، وكان يجب علينا الوصول إلى حلٍّ وعدم التنازل عن الفكرة”.

قاعدة بيانات
بعد تفكيرٍ طويل -بحسب الشافعي- توصل الشباب المتطوع الذي يضم عدد من الأطباء والصيادلة إلى فكرة تدشين موقع إلكتروني يحمل اسم حلمهم (بنك الدواء)، وهو عبارة عن قاعدة بيانات عن الأفراد والجهات المتبرعة بالدواء وما يتوفر لديها والموزعون لهذه التبرعات وما يحتاجونه.

ويستطرد الشافعي “كل منَّا يمرض ويتناول الدواء، ولكننا أحياناً نُلقي بالأدوية الزائدة عن حاجتنا فى القمامة، أو نتركها فى الصيدلية المنزلية حتى تنتهى صلاحيتها، بينما هناك من هم في أمسِّ الحاجة إليها، ولكن يتعذر الوصول إليهم، لذا تسمح هذه القاعدة بالدخول عليها وكتابة الأدوية المتوفرة، ليتم إرشاد هؤلاء المتبرعين إلى الجهات التي تحتاج هذه الأدوية”.

ويوضح أن “هذه القاعدة تسمح أيضًا للجمعيات الخيرية المنتشرة على مستوى مصر -وعددها 33 ألف جمعية- كتابة أسماء الأدوية التى تتلقها من المتبرعين، وتلك التي تحتاج إليها لمرضى تتولى رعايتهم ماديًّا، ويمكن أن تتبادل الجمعيات الأدوية بسهولة ويسر”.

وتتيح القاعدة الإلكترونية التي رفعت شعار (اللي يفيض.. يفيد) للصيدليات تحديدَ الأدوية التي ترغب في التبرع بها أو تقديم خصومات عليها، وهو الأمر الذي يسمح للجهات التي تتعامل مع المرضى الفقراء توجيههم إلى أماكن هذه الصيدليات أو الجمعيات.

ولضمان وصول الدواء إلى مستحقيه ولعدم المتاجرة به، يقول الشافعي “الأدوية لا تُصرف إلا بمعرفة طبيب أو صيدلي باستخدام الروشتات الطبية أو إيصالات التبرع والصرف لدى الجمعيات، والموقع ما هو إلا وسيط يقوم بالربط بين المؤسسات (الجمعيات- المستشفيات-الصيدليات) وبين المتطوعين، وليست له أي مسئولية بصرف الأدوية أو توصيلها.

الحلم يصبح حقيقة
مع مرور فترةٍ من الوقت شعر الشباب أن قاعدة البيانات -رغم أهميتها- أنها لن تكفي في مساعدة المرضى في الحصول على الدواء، لذا قاموا بعرض فكرة مشروع البنك الحقيقي على بعض الجهات ورجال الأعمال، الأمر الذي لقي ترحيبًا كبيرًا منهم.

وبالفعل أعلن عددٌ من المستثمرين عن تأسيس بنك يحمل اسم “بنك الشفاء”، ويجري حاليًا إيجاد مقرٍّ للبنك يتم من خلاله جمع أدوية المتبرعين، وصرفها للمحتاجين.

ويتوقع الشافعي “نجاح وازدهار مشروع بنك الشفاء خلال الشهور القليلة القادمة”، موضحًا أنه يعتمد “على قاعدة البيانات المتوفرة لبنك الطعام المصري عن الفقراء؛ بحيث يتلقى نفس الشخص المحتاج الطعام والدواء، الأمر الذي يقلل الأعباء عن الدولة في مشروع التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة”.

ويتولى إدارة بنك الشفاء الدكتور أحمد العزبي، الذي قال في تصريحاتٍ صحفية سابقة: “‏‏إن فكرة مشروعه تقوم على توفير الأدوية بالمجان للطبقات الفقيرة وغير القادرة، خاصةً مع ارتفاع أسعار الدواء وتكاليف العلاج‏”.

وأضاف “بنك الشفاء سيقوم كذلك بتقديم إسهامات مالية مع القطاعات الطبية والصحية لعلاج غير القادرين، الذين استنفدوا وسائل العلاج على نفقة الدولة،‏ بالإضافة إلى تقديم مساعدات لإجراء العمليات الجراحية‏‏ بالتعاون مع الأطباء والمستشفيات المختلفة‏”.

ويعيش 21% من إجمالي سكان مصر -البالغ 80 مليون نسمة- تحت خط الفقراء، بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري.

الله يوفقون يارب
بجد اني خليت خربت يا شادي
وبتمنى نقدر نساعدون ونكون معون
شادي

دمعة شكرا على حسك الانساني