مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 135 بتاريخ الإثنين مارس 04, 2019 2:40 am
بحـث
دخول
أقســــــــــــــام المنتدى
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط دوير المليحة جنات ع مد النظر على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط دوير المليحة جنات ع مد النظر على موقع حفض الصفحات
الموضوع الشعبي والاكثر تصويتا ومشاهدة
أخوتي الكرام من خلال ردودكم على المواضيع والتصويت عليهايصل الموضوع وكاتبه على درجات تمكنه من ان يكون الموضوع الاكثر شعبية والكاتب الأهم في المنتدى لذلك نرجو الرد على المواضيع التي تقرأوها والتصويت عليها بالضغط على زر (+) أو( -) الموجودعلى يسار الموضوع مرحباً بكم : الإدارة
الحوار ومنهجية التوافق والاختلاف.. بقلم: شهناز صبحي فاكوش
صفحة 1 من اصل 1
الحوار ومنهجية التوافق والاختلاف.. بقلم: شهناز صبحي فاكوش
جهينة نيوز:
للمرأة مآثرها في التاريخ... كتبت الكثير من صفحاته في القديم
الغابر أو التاريخ الحاضر والعابر بينهما... هي ملكة الأمم... والحب-
والخصب- والخير وهي الآلهة التي يخطب ودها ورضاها...
غابت في بعض الزمن خلف الجدران والنقاب، لكنها لم تغب عن
ساحات العلم والتعلم. غُيبت قسراً وحضرت ذكراً... فكتبت... ربّت أبناءً
كانوا في عداد الأسماء التي لمعت في الزمان... وفتحت عبرهم آفاق عودتها إلى
فاعلية الحياة، وديناميكية العطاء المباشر وهي من خلف الحجب..
وها هي اليوم تشرع الكلمة والمعلومة والفكرة، كما أشرعت السيف يوماً.
وها هي تشق عباب الزمن القادم الحاضر، لتسجل وجودها بخير العمل الذي يترك بصماته في كل مكان تصل إليه أناملها أو أفكارها.
إنها كالغيث الذي يرطّب ويغسل كل ما يصل إليه، حتى لو كان صلداً كالصوان...
دخلت معترك السياسة لتؤسس لفاعليتها منهجياً في إشكاليات الاختلاف، في جميع القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية.
فدخلت عالم الاتصالات والإعلام، وتعاطت عبرها مع الحدث
السياسي إقليمياً وعالمياً، كبيراً كان أم صغيراً محلياً. وكانت من الدقة
في التوصيف والمتابعة في جزئيات ومفاصل الأمور للتوصل إلى حدث متكامل
عربياً كان أم غريباً. وقد أسهمت بمنطقها وأسلوبها بالارتقاء في كثير من
الأفكار التي تصدّت لبعض الهجوم السياسي في بعض الوقت، وكشف الحقائق ورتق
الفصم وتسوية التباين، وجسر الهُوَى والتوفيق لحالات التناقض التي قد
تواجهها هنا وهناك... في خيار موضوعي تتحمل عبأه. خاصة إن كانت داخل
التشكيلات السياسية، منغمسة في مضمارها متابعة فحوى حيثياتها. وتصل مع من
تتحسس أنه قادر على أن يكون معها في دائرة الضوء بعيداً عن المنطقة
الرمادية، حيث ضبابية الأشياء تفرض شكلانيتها في التناقض بين الخيارات التي
قد تصل إلى التناقض، في التنازل أو التشبث في القضايا الآنية أو
الإستراتيجية التي لا يمكن تجاوزها.
إن الفعل السياسي الذي قد يُروّج له في بعض الزمن على أنه هو
الغاية والهدف، كما تفعل السياسة الإسرائيلية في الترويج لفعل السلام أو ما
تسميه عملية السلام.
وهي لا تمتلك حتى أدنى حالات الإيمان به، ولا تسعى للسير نحوه
في خطوة عملية واحدة. مع أنها تطرحه على أنه منهجية تسعى إليها (كذباً
سافراً) حتى لو هيّجت في بعض الوقت له، على أنه مشروع ينال خطوة من حياتها
السياسية. إلا أن منعكسه على أرض الواقع والسعي له ليس إلا غثاءً أو زبد
بحر لجيّ يتبدد على أصغر صخرة يرتطم بها.
ليس للعرب بعد كل ذلك ما يمكن أن يجعلهم يسيرون خلف السراب،
وقد كتبت الكثير من الأقلام التي تقرأ رمزية التكوين الصوري الذي ترسمه
السياسة الإسرائيلية وهي تستخف بالمواقف العربية، وتتطلع إليها وكأنها في
سوق الدمى خارج الزمان والمكان. غير فاعلة أو منفعلة بقضاياها. وهي تزداد
استسلاماً وتخاذلاً أمام الفعل الاستعماري، وآلته العسكرية والهدمية التي
تجتاح المنازل المقدسية، وتطوي الشوارع الجولانية، وتصدر القرارات ضد أبناء
الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترسل الهدايا الجوية المدمرة من طائراتها
العسكرية لأهل غزة. في فعل ينتهك في كل يوم الأعراف والأخلاق والشرعية
والآدمية...
وفي مقابل ذلك تبقى المرأة العربية الحرة واثقة الخطوة، واضحة
في منهج حياتها، صامدة ومصممة بإصرار حاد على المواجهة في الفعل وليس في
الكلام فقط وهي ترفد الحياة في كل يوم بأجنة تعلم مصيرهم سلفاً (شهداء)
كباراً أو صغاراً. مقاتلين أو مستهدفين... وهي تحيك أكفان الشهداء واثقة من
النصر حتى لو طال الزمن... رغم أن كل ما حولها يشير إلى الانهزام في
الموقف العربي، والتنازل عن الحق العربي واللهاث وراء الفتات الذي بات غير
مقدور الحصول عليه. وترى بعينها الثاقبة داخل الأرض المحتلة أو خارجها مثل
كل الشرفاء الذين يعبرون البحر والجو والبر في قوافل شريان الحياة، والذين
ينافحون عن حقهم في مساحات عربية وعالمية كثيرة، وإن لم يكونوا مسؤولين في
التعامل المباشر مع مكونات العدو الصهيوني. وإن كانوا حتى في زنازين الأسر،
هم يقرؤون غياب التضامن العربي، وضعف قدرة العرب في وضعهم الراهن على
اجتياز محنة تشتتهم وحاجتهم الجادة للقرار المستقل، بعيداً عن الارتهان
والانسياح لجهة غربية هنا أو هناك والسبب مجهول للبعض معروف لهم في الحفاظ
على أماكن لا يملكون منها إلا بقاءهم فيها...
ولو استخدموا سياسة الصمود والإصرار، والتصميم على الحفاظ على
حقوقهم والمنافحة عنها، لكانوا الأقوى في الوصول لما لهم من حق. فالضعيف
لا يمكنه الوصول لحقه حتى لو أقرّ له به العالم كله.
ليس بالإمكان البقاء على هامش القضايا، أو المساحات المحاصرة
بالابتعاد عن الموضوعات المهمة، أو إقصائها لصالح مسافات زمنية تؤثر في
نظام معين، أو إيقاع معين يضعف حقائق الواقع السياسي ويعطي نموذجاً، ولايته
المعتادة في منسوب يعبر عن رؤية منهجية غير صرفة في جلائها ونقائها.
حتى أن علامات حضوره وأساسيات مواده وأخلاقياته تضيّعُ
المسافات بين الأصدقاء والأعداء، لكثرة التشويش الذي يفرض بقوة الضغط ما
بين العصا والجزرة.
وهنا يظهر الاختيار التفضيلي بين المستويين الوطني والقومي،
فيظهر مصطلح الدولة القطرية أولاً، ويصبح التعاطي به هو الأصل في المنظور
الفردي لأبناء القطر داخل حدوده، ويبتعد المفهوم القومي عن التداول العلمي
والسياسي، وتصبح الحقوق القومية شأناً مشتتاً حتى أبناء الوطن الواحد. فيما
لم تعد جزءاً من قضايانا القومية أو مصالحنا الكبرى مما يجعل الأفراد
ينحدرون إلى الاستقواء بالآخر خارج الحدود، فيحتل الميزان السياسي الوطني
وتظهر الإشكاليات من جديد على الساحتين الوطنية والعربية.
وهذا ما تسعى إليه الفئات التي تغذي الانقسامات، ساعية إلى التفتيت والتجزيء، بدءاً بالأفكار وانتهاءً بالديموغرافيا والجغرافيا...
وهنا تظهر بادرة المرأة العربية الحرة، التي تسعى لتأخذ
مكانها السياسي مباشرة أو بشكل غير مباشر، عندما تتصدى للفكر التجزيئي
التخريبي، في زرع الانتماء والتجذر بالقضايا الوطنية، والحقوق والأرض
والهوية من خلال أبنائها، أو ريادتها في قيادة فئات معينة وطنية أو قومية،
وما لها من تأثير في المحيط الذي تحيا فيه. خاصة وهي تمتلك اليوم مفاتيح
حضارية في طرح الفكر بمساحات حوارية، وهي المشهود لها دائماً بسعة الصدر،
وترويض تشنجات الحوار لصالح الهدف الأساس.
إن المرأة العربية السورية هي الرمز النسوي الذي أثبت حضوره
على الساحة السياسية وطنياً وخارج حدود الوطن، حيث القيمة العملية للمنهج
السياسي السوري الذي تعلمته من خلال ربط النتائج بالمقدمات، وقدرتها على
عدم التسليم بالأمر الواقع لصالح النزعة الواقعية التي تتعامل فيها مع
معطيات مرئية. وقدرتها على وضع القضايا في نصابها. وتوجيه بوصلة الاندماج
إلى الوجهة الصحيحة، تحسباً لما يمكن أن يواجهها من مفاجآت في لحظات قد
تمتد من تاريخ الحدث إلى زمن قد لا يحسب في التوقيت الساعي الرفضي أو
المقبول...
فلحظة الحدوث قد لا تحتسب، لكن يجب حساب زمن الحدث ومساحته
والسيطرة عليه، وفق منهج ترتيب السياسات التي يتطلبها الحدث. وحساب كل شيء
بدقة على الطاولة وفي وضح النهار، وتحت نور الشمس بعيداً عن الظلاميات التي
قد تشرخ كنه الأشياء حتى لو كانت سليمة.
إن المنهج العربي السوري الذي يتبنى القضايا العربية القومية
إلى جانب قضاياه الوطنية، باعتبار كل أرض عربية مغتصبة هي جزء من القضية
الوطنية، وكل حق مسلوب هو جزء من الحق العربي السوري المسلوب، هو مسؤولية
كل أبناء الوطن والمرأة جزء منه. وكذلك الشباب الذي رغم ما ينعت به من
حالات اللامبالاة وعدم الاهتمام، إلا أنه في حقيقته شباب أزمات قادر على
تحمّل المسؤولية كاملة، وقت يجد أنه يجب أن يتحملها. لأن الشباب العربي
السوري جزء من المكون الاجتماعي البنيوي لأبناء الوطن. وهو قادر على تحمّل
أعباء كثيرة في ساح العمل الفكري النوعي وحتى المقاوم. فقد أصبحت هذه
المفاهيم جزءاً من نسغ الحياة الذي يتنفسه، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة،
التي عاشت فيها سورية أكثر من ضائقة، واشتدت فيها الضغوط في أكثر من أزمة.
وأصبحت الحياة السورية في المنهج العام الوطني والقومي بمعزل عن القضايا
الخلافية أو الاختلافية ذات أداء مميز قادر على التأقلم في ظل الظروف
المتبدلة مع المزاج العربي، الذي ينزاح وينحرف في كثير من الوقت بعيداً عن
الاستقرار، الذي يُنضِجُ في مساحته القرار المستقل الذي تحتاجه اليوم
عربياً أكثر من أي وقت مضى...
لذا لابد من منح فرص الحوار وتوسيع ساحته وإعطائه الحيوية
الكافية لتعميق وتوسيع المشاركات في جميع القضايا الوطنية والقومية.. وهذا
ما يؤكد عليه سيادة الرئيس بشار الأسد في جميع لقاءاته وفي جميع المواقف
التي يتحدث بها والتي يشير إليها في معظم الوقت. أن يكون الحوار بعيداً عن
التطابق الحرفي والميكانيكي للأفكار والقضايا بين الأطراف المتحاورة. لأن
التنوع حالة صحية وهو الظاهرة الطبيعية التي يتنامى فيها تطوير الفكر
والإدارة. وهذه هي إستراتيجية ومنهجية التطوير والتحديث الذي نسعى إليها،
لأن الاختلاف والتنوع يجهض الرتابة والعداوة والقطيعة، التي قد تتولد من
التشنج في بعض النقاشات التي تثير حفيظة البعض، فيظن الاختلاف في وجهات
النظر تناقضاً نهائياً يؤسس لقطيعة مزعومة من قبل البعض لا لقاء بعدها...
علينا جميعاً أن نتعلم المرونة وسعة الصدر والأفق، وحسن
الإصغاء والاستماع للآخر والإيمان يقيناً بأن ما نملكه هو نصف الحقيقة، وأن
النصف الآخر لدى الآخر.
هكذا فقط يستطيع كل فرد في الوطن أن يتحرك في مساحته بحرية دون مصادرة من أحد لدور الآخر...
ويظل الحوار مفتوحاً...
للمرأة مآثرها في التاريخ... كتبت الكثير من صفحاته في القديم
الغابر أو التاريخ الحاضر والعابر بينهما... هي ملكة الأمم... والحب-
والخصب- والخير وهي الآلهة التي يخطب ودها ورضاها...
غابت في بعض الزمن خلف الجدران والنقاب، لكنها لم تغب عن
ساحات العلم والتعلم. غُيبت قسراً وحضرت ذكراً... فكتبت... ربّت أبناءً
كانوا في عداد الأسماء التي لمعت في الزمان... وفتحت عبرهم آفاق عودتها إلى
فاعلية الحياة، وديناميكية العطاء المباشر وهي من خلف الحجب..
وها هي اليوم تشرع الكلمة والمعلومة والفكرة، كما أشرعت السيف يوماً.
وها هي تشق عباب الزمن القادم الحاضر، لتسجل وجودها بخير العمل الذي يترك بصماته في كل مكان تصل إليه أناملها أو أفكارها.
إنها كالغيث الذي يرطّب ويغسل كل ما يصل إليه، حتى لو كان صلداً كالصوان...
دخلت معترك السياسة لتؤسس لفاعليتها منهجياً في إشكاليات الاختلاف، في جميع القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية.
فدخلت عالم الاتصالات والإعلام، وتعاطت عبرها مع الحدث
السياسي إقليمياً وعالمياً، كبيراً كان أم صغيراً محلياً. وكانت من الدقة
في التوصيف والمتابعة في جزئيات ومفاصل الأمور للتوصل إلى حدث متكامل
عربياً كان أم غريباً. وقد أسهمت بمنطقها وأسلوبها بالارتقاء في كثير من
الأفكار التي تصدّت لبعض الهجوم السياسي في بعض الوقت، وكشف الحقائق ورتق
الفصم وتسوية التباين، وجسر الهُوَى والتوفيق لحالات التناقض التي قد
تواجهها هنا وهناك... في خيار موضوعي تتحمل عبأه. خاصة إن كانت داخل
التشكيلات السياسية، منغمسة في مضمارها متابعة فحوى حيثياتها. وتصل مع من
تتحسس أنه قادر على أن يكون معها في دائرة الضوء بعيداً عن المنطقة
الرمادية، حيث ضبابية الأشياء تفرض شكلانيتها في التناقض بين الخيارات التي
قد تصل إلى التناقض، في التنازل أو التشبث في القضايا الآنية أو
الإستراتيجية التي لا يمكن تجاوزها.
إن الفعل السياسي الذي قد يُروّج له في بعض الزمن على أنه هو
الغاية والهدف، كما تفعل السياسة الإسرائيلية في الترويج لفعل السلام أو ما
تسميه عملية السلام.
وهي لا تمتلك حتى أدنى حالات الإيمان به، ولا تسعى للسير نحوه
في خطوة عملية واحدة. مع أنها تطرحه على أنه منهجية تسعى إليها (كذباً
سافراً) حتى لو هيّجت في بعض الوقت له، على أنه مشروع ينال خطوة من حياتها
السياسية. إلا أن منعكسه على أرض الواقع والسعي له ليس إلا غثاءً أو زبد
بحر لجيّ يتبدد على أصغر صخرة يرتطم بها.
ليس للعرب بعد كل ذلك ما يمكن أن يجعلهم يسيرون خلف السراب،
وقد كتبت الكثير من الأقلام التي تقرأ رمزية التكوين الصوري الذي ترسمه
السياسة الإسرائيلية وهي تستخف بالمواقف العربية، وتتطلع إليها وكأنها في
سوق الدمى خارج الزمان والمكان. غير فاعلة أو منفعلة بقضاياها. وهي تزداد
استسلاماً وتخاذلاً أمام الفعل الاستعماري، وآلته العسكرية والهدمية التي
تجتاح المنازل المقدسية، وتطوي الشوارع الجولانية، وتصدر القرارات ضد أبناء
الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترسل الهدايا الجوية المدمرة من طائراتها
العسكرية لأهل غزة. في فعل ينتهك في كل يوم الأعراف والأخلاق والشرعية
والآدمية...
وفي مقابل ذلك تبقى المرأة العربية الحرة واثقة الخطوة، واضحة
في منهج حياتها، صامدة ومصممة بإصرار حاد على المواجهة في الفعل وليس في
الكلام فقط وهي ترفد الحياة في كل يوم بأجنة تعلم مصيرهم سلفاً (شهداء)
كباراً أو صغاراً. مقاتلين أو مستهدفين... وهي تحيك أكفان الشهداء واثقة من
النصر حتى لو طال الزمن... رغم أن كل ما حولها يشير إلى الانهزام في
الموقف العربي، والتنازل عن الحق العربي واللهاث وراء الفتات الذي بات غير
مقدور الحصول عليه. وترى بعينها الثاقبة داخل الأرض المحتلة أو خارجها مثل
كل الشرفاء الذين يعبرون البحر والجو والبر في قوافل شريان الحياة، والذين
ينافحون عن حقهم في مساحات عربية وعالمية كثيرة، وإن لم يكونوا مسؤولين في
التعامل المباشر مع مكونات العدو الصهيوني. وإن كانوا حتى في زنازين الأسر،
هم يقرؤون غياب التضامن العربي، وضعف قدرة العرب في وضعهم الراهن على
اجتياز محنة تشتتهم وحاجتهم الجادة للقرار المستقل، بعيداً عن الارتهان
والانسياح لجهة غربية هنا أو هناك والسبب مجهول للبعض معروف لهم في الحفاظ
على أماكن لا يملكون منها إلا بقاءهم فيها...
ولو استخدموا سياسة الصمود والإصرار، والتصميم على الحفاظ على
حقوقهم والمنافحة عنها، لكانوا الأقوى في الوصول لما لهم من حق. فالضعيف
لا يمكنه الوصول لحقه حتى لو أقرّ له به العالم كله.
ليس بالإمكان البقاء على هامش القضايا، أو المساحات المحاصرة
بالابتعاد عن الموضوعات المهمة، أو إقصائها لصالح مسافات زمنية تؤثر في
نظام معين، أو إيقاع معين يضعف حقائق الواقع السياسي ويعطي نموذجاً، ولايته
المعتادة في منسوب يعبر عن رؤية منهجية غير صرفة في جلائها ونقائها.
حتى أن علامات حضوره وأساسيات مواده وأخلاقياته تضيّعُ
المسافات بين الأصدقاء والأعداء، لكثرة التشويش الذي يفرض بقوة الضغط ما
بين العصا والجزرة.
وهنا يظهر الاختيار التفضيلي بين المستويين الوطني والقومي،
فيظهر مصطلح الدولة القطرية أولاً، ويصبح التعاطي به هو الأصل في المنظور
الفردي لأبناء القطر داخل حدوده، ويبتعد المفهوم القومي عن التداول العلمي
والسياسي، وتصبح الحقوق القومية شأناً مشتتاً حتى أبناء الوطن الواحد. فيما
لم تعد جزءاً من قضايانا القومية أو مصالحنا الكبرى مما يجعل الأفراد
ينحدرون إلى الاستقواء بالآخر خارج الحدود، فيحتل الميزان السياسي الوطني
وتظهر الإشكاليات من جديد على الساحتين الوطنية والعربية.
وهذا ما تسعى إليه الفئات التي تغذي الانقسامات، ساعية إلى التفتيت والتجزيء، بدءاً بالأفكار وانتهاءً بالديموغرافيا والجغرافيا...
وهنا تظهر بادرة المرأة العربية الحرة، التي تسعى لتأخذ
مكانها السياسي مباشرة أو بشكل غير مباشر، عندما تتصدى للفكر التجزيئي
التخريبي، في زرع الانتماء والتجذر بالقضايا الوطنية، والحقوق والأرض
والهوية من خلال أبنائها، أو ريادتها في قيادة فئات معينة وطنية أو قومية،
وما لها من تأثير في المحيط الذي تحيا فيه. خاصة وهي تمتلك اليوم مفاتيح
حضارية في طرح الفكر بمساحات حوارية، وهي المشهود لها دائماً بسعة الصدر،
وترويض تشنجات الحوار لصالح الهدف الأساس.
إن المرأة العربية السورية هي الرمز النسوي الذي أثبت حضوره
على الساحة السياسية وطنياً وخارج حدود الوطن، حيث القيمة العملية للمنهج
السياسي السوري الذي تعلمته من خلال ربط النتائج بالمقدمات، وقدرتها على
عدم التسليم بالأمر الواقع لصالح النزعة الواقعية التي تتعامل فيها مع
معطيات مرئية. وقدرتها على وضع القضايا في نصابها. وتوجيه بوصلة الاندماج
إلى الوجهة الصحيحة، تحسباً لما يمكن أن يواجهها من مفاجآت في لحظات قد
تمتد من تاريخ الحدث إلى زمن قد لا يحسب في التوقيت الساعي الرفضي أو
المقبول...
فلحظة الحدوث قد لا تحتسب، لكن يجب حساب زمن الحدث ومساحته
والسيطرة عليه، وفق منهج ترتيب السياسات التي يتطلبها الحدث. وحساب كل شيء
بدقة على الطاولة وفي وضح النهار، وتحت نور الشمس بعيداً عن الظلاميات التي
قد تشرخ كنه الأشياء حتى لو كانت سليمة.
إن المنهج العربي السوري الذي يتبنى القضايا العربية القومية
إلى جانب قضاياه الوطنية، باعتبار كل أرض عربية مغتصبة هي جزء من القضية
الوطنية، وكل حق مسلوب هو جزء من الحق العربي السوري المسلوب، هو مسؤولية
كل أبناء الوطن والمرأة جزء منه. وكذلك الشباب الذي رغم ما ينعت به من
حالات اللامبالاة وعدم الاهتمام، إلا أنه في حقيقته شباب أزمات قادر على
تحمّل المسؤولية كاملة، وقت يجد أنه يجب أن يتحملها. لأن الشباب العربي
السوري جزء من المكون الاجتماعي البنيوي لأبناء الوطن. وهو قادر على تحمّل
أعباء كثيرة في ساح العمل الفكري النوعي وحتى المقاوم. فقد أصبحت هذه
المفاهيم جزءاً من نسغ الحياة الذي يتنفسه، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة،
التي عاشت فيها سورية أكثر من ضائقة، واشتدت فيها الضغوط في أكثر من أزمة.
وأصبحت الحياة السورية في المنهج العام الوطني والقومي بمعزل عن القضايا
الخلافية أو الاختلافية ذات أداء مميز قادر على التأقلم في ظل الظروف
المتبدلة مع المزاج العربي، الذي ينزاح وينحرف في كثير من الوقت بعيداً عن
الاستقرار، الذي يُنضِجُ في مساحته القرار المستقل الذي تحتاجه اليوم
عربياً أكثر من أي وقت مضى...
لذا لابد من منح فرص الحوار وتوسيع ساحته وإعطائه الحيوية
الكافية لتعميق وتوسيع المشاركات في جميع القضايا الوطنية والقومية.. وهذا
ما يؤكد عليه سيادة الرئيس بشار الأسد في جميع لقاءاته وفي جميع المواقف
التي يتحدث بها والتي يشير إليها في معظم الوقت. أن يكون الحوار بعيداً عن
التطابق الحرفي والميكانيكي للأفكار والقضايا بين الأطراف المتحاورة. لأن
التنوع حالة صحية وهو الظاهرة الطبيعية التي يتنامى فيها تطوير الفكر
والإدارة. وهذه هي إستراتيجية ومنهجية التطوير والتحديث الذي نسعى إليها،
لأن الاختلاف والتنوع يجهض الرتابة والعداوة والقطيعة، التي قد تتولد من
التشنج في بعض النقاشات التي تثير حفيظة البعض، فيظن الاختلاف في وجهات
النظر تناقضاً نهائياً يؤسس لقطيعة مزعومة من قبل البعض لا لقاء بعدها...
علينا جميعاً أن نتعلم المرونة وسعة الصدر والأفق، وحسن
الإصغاء والاستماع للآخر والإيمان يقيناً بأن ما نملكه هو نصف الحقيقة، وأن
النصف الآخر لدى الآخر.
هكذا فقط يستطيع كل فرد في الوطن أن يتحرك في مساحته بحرية دون مصادرة من أحد لدور الآخر...
ويظل الحوار مفتوحاً...
عاشق سورية الاسد- الإدارة
-
مدينتك : طرطوس الاسد
عدد المساهمات : 645
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد سبتمبر 21, 2014 10:31 pm من طرف ميمي
» دفتر حضور يومي
الأحد سبتمبر 21, 2014 10:18 pm من طرف ميمي
» العملية الجنسية
الإثنين أغسطس 12, 2013 1:49 am من طرف emadTarraf
» فوائد البوسة
الإثنين أغسطس 12, 2013 1:37 am من طرف emadTarraf
» الشهيد البطل رائد عبدو ديب
الإثنين يونيو 03, 2013 4:13 am من طرف hadideeb
» فن تعري الزوجات أمام أزواجهن ** منقول للفائدة
الأحد مارس 03, 2013 4:05 pm من طرف kaouthar
» الرجل يحب أربع أنواع من النساء!!!
السبت مارس 02, 2013 3:13 pm من طرف kaouthar
» صوت العقل
الثلاثاء يناير 01, 2013 12:09 am من طرف hadideeb
» للطفل مريض السكر
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:53 am من طرف عمرالفولي
» أمراض الأطفال حديثي الولادة
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:50 am من طرف عمرالفولي
» رعاية الأطفال المعاقين عقليا .....
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:47 am من طرف عمرالفولي
» من النيل الى الفرات ... شرح بسيط جداً جداً
السبت أكتوبر 13, 2012 12:46 am من طرف hadideeb
» بعض من مواصفات الإرهابي
السبت أكتوبر 13, 2012 12:44 am من طرف hadideeb
» مندس يحكي وعاقل يسمع
السبت أكتوبر 13, 2012 12:44 am من طرف hadideeb
» مرحبا
السبت أكتوبر 13, 2012 12:14 am من طرف hadideeb
» كاتبة فرنسية تطالب بمحاكمة الصهيوني برنار هنري ليفي أمام محكمة لاهاي
الإثنين سبتمبر 17, 2012 7:22 am من طرف الكوتش2
» الاخضر الابراهيمي يوجه صفعة لرئيس وزراء قطر
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:32 am من طرف الكوتش2
» عاجل | فجرت بطلة الفيلم المسيء للرسول سيندي لي غارسيا مفاجأة من العيار الثقيل
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:25 am من طرف الكوتش2
» فشة قهر...الا محمد
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:22 am من طرف الكوتش2
» حرب الاسكات … ماذا يحضرون الى سوريا ؟
الخميس سبتمبر 06, 2012 3:59 am من طرف عاشق سورية الاسد
» تدهور صحة أمير مشيخة قطر.. وامريكا تشرف على نقل السلطة الى ولي العهد
الأربعاء أغسطس 29, 2012 5:04 am من طرف عاشق سورية الاسد
» حماس.. ياوردة سوداء في ذاكرتي.. ويا وردة سوداء في أفواه البنادق إني أريد أن أزرع ذاكرتي بشقيق النعمان الأحمر.. وأن أهدي للبنادق.. مقابض السنديان وأن أغسل حزنها بالنار فوداعاً.. ياحماس
الأربعاء أغسطس 29, 2012 5:00 am من طرف عاشق سورية الاسد
» كشفت وكالة أوتكا الروسية وثيقة سرية سربها أحد الجواسيس الروس في البيت الأبيض النقاب عن أكبر عملية اختراق و تسلل معلوماتي في القرن الحادي و العشرين...
الأربعاء أغسطس 29, 2012 4:56 am من طرف عاشق سورية الاسد
» رسالة موجهة إلى تنظيم القاعدة وجماعة إخوان الشياطين
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:54 am من طرف عاشق سورية الاسد
» وليد المعلم يتهم واشنطن بتشجيع مقاتلي المعارضة السورية
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:40 am من طرف عاشق سورية الاسد
» المطران حنا: سنبقى مع سورية مهما كثر المتآمرون والمتخاذلون
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:27 am من طرف عاشق سورية الاسد
» لا تقلقي اسرائيل ..؟؟
الجمعة أغسطس 24, 2012 8:31 am من طرف عاشق سورية الاسد
» دمشق تُعطي أوامر لسلاح صواريخها المُذخّر بالرمي على أهدافه الإقليمية
الجمعة أغسطس 24, 2012 5:57 am من طرف عاشق سورية الاسد
» المقالة الشكسبيرية : يوليوس قيصر الدمشقي لايعبأ بمزامير سفر المزامير
الخميس أغسطس 23, 2012 9:41 pm من طرف عاشق سورية الاسد
» هل يعيد الإعتذار الشرف للغانيات ......
الخميس أغسطس 23, 2012 5:06 am من طرف عاشق سورية الاسد
» .. الراحلون من التاريخ .. "بقلم : جو غانم"
الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:57 pm من طرف عاشق سورية الاسد
» الأخوان المسلمون يتهمون العميد مصطفى الشيخ بتسريب أخبارهم لـ"الحقيقة" ويتحضرون لاغتياله!؟
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:52 am من طرف عاشق سورية الاسد
» الفيغارو : تفاجئنا بمعنويات الجيش العربي السوري
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:40 am من طرف عاشق سورية الاسد
» الجيش العربي السوري ادهش العالم واسرائيل بعد تفجير الامن القومي
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:12 am من طرف عاشق سورية الاسد
» "دبكا": أنباء عن اغتيال رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان
الأربعاء أغسطس 01, 2012 6:55 am من طرف عاشق سورية الاسد