"الحقيقة" | كيف حصلت جريمة جماعة دمشق التي اسفرت عن إستشهاد طالبين

أقدم الطالب عمار تيسير بالوش صباح يوم الثلاثاء (27/12) على إطلاق
النار داخل قاعة الامتحان من مسدس حربي على عدد من زملائه داخل قاعة
الامتحان في قسم "الهندسة الطبية" بجامعة دمشق. وقد أسفرت جريمته عن
استشهاد الطالب اللبناني حسين غنام في الحال ( الذي تلقى 4 رصاصات في
الرأس) والطالب السوري خضر حازم ، وهو وحيد لأمه، بينما أصيب ثلاثة آخرون
من الطلاب بجراح متوسطة وخطيرة هم سلطان رضوان ( من جبل العرب) و جورج فرح (
هناك معلومات تفيد بأنه وضعه حرج) وبيير لحام. وبحسب ما رواه زملاؤه
الطلاب الذين شاهدوا الجريمة ، فإنه دخل قاعة الامتحان وأطلق النار أولا
على خضر حازم قبل أن يوجه نيران مسدسه إلى الطلاب الآخرين. وقالت إفادة
أخرى إن الطالب اللبناني لم يكن مستدفا بذاته ، ولكن سقط ضحية عندما حاول
التدخل ويوقف القاتل عن إطلاق النار. وأكد طلاب آخرون أن القاتل استهدف
الطلاب لأسباب"دينية ومذهبية" ، مستدلين على ذلك بأن ضحاياه ينتمون جميعا
لأديان ومذاهب يختلف معها ويعتبرها " كافرة". وتحدث عدد من الطلاب الآخرين
عن أن للقاتل "ميولا دينية تزمتية "، وهو ما يمكن استنتاجه من العبارات
التي دونها على صفحته على موقع "فيسبوك" وطريقة تعاطيه مع الأحداث وفهمه
لها.كما أنه استفتى الشهر الماضي الشيخ "محمد حسان" في قضية "قصاص" نشرها
على صفحته . وهو ما يعني أن يعتبر الشيخ ، وليس القضاء ، مرجعا له. وفيما
قالت معلومات إن القاتل تمكن من الفرار بمساعدة زملاء له ، قالت معلومات
أخرى إنه اعتقل في مكان آخر من الكلية بعد أن تمكن الطلاب من إلقاء القبض
عليه.

وعلمت "الحقيقة" أن القاتل ، وهو من بلدة رنكوس في ريف دمشق
، كان خطط فعلا للجريمة ، حيث طلب من زملائه أن يجلس بجانبهم خلال
المذاكرة الامتحانية بدعوى أنه "حضر جيدا للمادة الممتحنين فيها". وعندما
دخل أستاذ المادة وكتب السؤال الأول ، باشر القاتل جريمته. ويلاحظ أن
الطلاب الضحايا " أصدقاء له" على صفحته في موقع " فيسبوك"!؟


وكان لافتا أن ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" سارع إلى "مباركة" الجريمة
والإشادة بمننفذها "البطل". وقد حذت حذوه مواقع أخرى محسوبة على "المجلس
الوطني". كما أن موقع "كلنا شركاء" ذهب في الاتجاه نفسه تقريبا حين حاول
خلق المبررات والأعذار السخيفة للقاتل، حين ادعى أن هؤلاء الطلاب " شتموه
وأهانوه" في اليوم السابق ،وأنهم أعضاء في"الاتحاد الوطني لطلبة سوريا"(
بالمناسبة جميع الطلاب تقريبا ، باستثناء الشيوعيين "الجبهويين"، أعضاء في
هذا الاتحاد بمن فيهم القاتل نفسه!). وهو ما يعني الافتاء بقتل كل موال
للسلطة يوجه شتائمه للآخرين ، بافتراض صحة رواية"الشتم". وهنا لابد من لفت
الانتباه إلى أن بعض الضحايا "أصدقاء" له على صفحته "الفيسبوكية"!!؟

أما الأكثر لفتا للانتباه فهو أن اسم المغدور خضر خازم كان وضع على قائمة
تدعى"قائمة العار" ، وهي إحدى القوائم المشابهة التي يديرها عدد من
الأصوليين والتكفيريين أمثال فداء طريف السيد ( المشرف على صفحة " الثورة
السورية " التابعة الآن للمجلس الوطني السوري ) والدكتور محمود الدغيم (
المشرف على موقع " شبكة شام نيوز تي في ").وكان عدد من هذه القوائم انتشر
خلال الأشهر الأخيرة للتشهير بسوريين موالين للسلطة، وببعض المعارضين
اليساريين والعلمانيين أيضا (!)، من مختلف القطاعات الفنية والثقافية
والتربوية .. إلخ، والعمل على قتلهم عند التمكن من ذلك. وقد قتل فعلا عدد
ممن جرى التشهير بهم في هذه القوائم في عدد من المحافظات والمدن السورية!