الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب : سُحب السفير ..... عاد السفير

أما المسحوب من دمشق (وليس من لسانه) فهو سفير مصر الذي قام العسكري بسحبه ربما ليتخلص من الصداع الذي سببه الإخوة في البرلمان الذين سيطالبون قريبا بطرد كل سفراء العالم من القاهرة باستثناء سفراء الثالوث المقدس (امريكا والسعودية وإسرائيل) ثم يجري بعد ذلك فتح باب التظلمات أمام الدول الراغبة في الحفاظ على علاقاتها بمصر بعد أن فتح باب الظلمات، خاصة وأنهم يعتقدون أن بوسع مصر أن تستغني عن علاقاتها مع دول العالم اعتمادا على هذا (الثالوث) وعلى حملة التبرعات التي دشنها الداعية الإسلامي (ولتحيا مصر عالة على الإعانات وخالص الدعوات)!!.
أما الذي عاد إلى دمشق يوم 23 فبراير (وبراءة الأطفال في عينيه) فهو سفير فرنسا (خليفة بيكو شريك جدو سايكس) الذين غُفر لهم ولأحفادهم ما تقدم من جرائمهم وما تأخر بعد أن أعلنوا عن صداقتهم ووفائهم (للجيش القاعدي الحر)، رغم أن أخاهم ساركوزي وتابعه جوبية لم يعلنا عن سبب عودته (وليبقى الطابق مستور)!!.
ربما يعتقد الأخ مرسي ونائبه العريان أن العالم بأسره يجاملهم ويحبهم وأن عمليات سحب السفراء على المكشوف التي قامت بها هذه الدول كانت إكراما لخاطرهم وتضامنا معهم وتكفيرا عن مناهضتهم لدعوة الإسلام (عفوا دعوة الإخوان) وعدم تصديقهم للوهلة الأولى أن مؤسس الجماعة كان مبعوث العناية الإلهية وأن الأرض كتبها الله للإخوان (ملك) يتبوءون منها حيث شاءوا إلا أن الحقيقة وللأسف الشديد هي عكس ذلك.
أن يعيش الإخوة الإخوان في الوهم فهذا حقهم أما أن يأخذونا معهم إلى التيه فتلك جريمة لا تغتفر!!.
أن يوصف تحالف القاعدة والإخوان بالجيش السوري الحر فهذه خدعة كبرى لا يبررها تلك الواجهة الإعلامية (المودرن) المسماة بالمجلس الوطني السوري فالحقيقة تعرفها فرنسا الاستعمارية (دم الثوار تعرفه فرنسا وتعرف أنه نور وحق) والتي مهما غسلت وجهها بالصابون وتعطرت بأفخر العطور الباريسية فستبقى نفسها فرنسا التي قصفت دمشق بمدافعها والتي مزقت الشام بالتعاون مع بريطانيا بمشارطها وهاهي الآن تزعم أنها تحامي عن حرية الشعب السوري وكرامته!!.
لماذا سُحب سفير مصر من دمشق رغم أن السفراء يبقون في الدول المتحاربة فما بالك بتلك التي تمر بأزمات وتحتاج لوساطات بين الأطراف ولا نعتقد أن من الحكمة والمنطق أن تتخلى مصر الشقيقة الكبرى لسوريا عن دور الوساطة والتقريب بين الفرقاء.
أما لماذا عاد سفير فرنسا حفيد المسيو بيكو فتلك حكاية أخرى.
السبب الحقيقي حسب تيري ميسان في موقع فولتير تتلخص في أن (خالتي فرنسا) وقعت في ورطة كبرى بسبب أسر عدد من رجالها في حمص. وأكد الموقع أن عدد العسكريين الفرنسيين الذين اعتقلوا على أيدي الأجهزة الأمنية السورية بلغ 18.
وقالت إن فرنسا فتحت قنوات مع السوريين للتفاض عبر روسيا والإمارات وسلطنة عمان، لافتة إلى ما وصفته بالعودة السريعة للسفير الفرنسي إلى دمشق في 23 فبراير 2012.
كما كشف الموقع عن سبب الخلاف الحاد بين آلان جوبية وسعود الفيصل على خلفية إصرار الأخير أن يخرج بيان المؤتمر بإعتراف رسمي بالمجلس السوري الانتقالي كممثل شرعي للسوريين. فكان رد جوبييه: لا يمكننا أن نعترف وجنودنا لايزالون في سورية.. إذا ما اعترفنا من سيعيدهم لنا؟!.
وقال الشبكة: "إذا اعترفت باريس بأنهم مكلفون بمهمة رسمية سوف يُعاملون كأسرى حرب ويخضعون لحماية معاهدة جنيف لأسرى الحرب. أما في حال نفت باريس إرسالهم فسوف يُعتبرون من المدنيين الأجانب المتواجدين بشكلٍ غير شرعي داخل الأراضي السورية، وحينها سيُحاكمون على هذه الجريمة التي قد تصل عقوبتها في سورية إلى حدّ الإعدام."
يسعى الفرنسيون الاستعماريون الانتهازيون للملمة خسائرهم واستعادة رجال مخابراتهم المقبوض عليهم في حمص خاصة وأليس في وسعهم التخلي عن رجالهم أو تركهم للإعدام كونهم مرتزقة كما يفعل سائر العرب الذين يتخلون عن مرتزقتهم أو يرسلونهم إلى جوانتانامو بعد انتهاء أو إنهاء مهمتهم (ومعهم خطاب توصية بطريقة تعذيبهم وسلخهم وصعقهم)!!.
ليس الفرنسيون وحدهم هم من فقدوا بعض رجالهم في سوريا فهناك أعداد من سائر العرب إلا أن هؤلاء لا بواكي لهم ولا سفراء يفتشون عنهم ويسعون لإنقاذهم من حبل المشنقة.
دكتور أحمد راسم النفيس
‏29‏/02‏/2012