عــــودة إلــــى الضيـــاع!

من طرف **SAMER0933** الأربعاء نوفمبر 25, 2009 6:12 pm

مرحبــــــــا

ما إن بدأنا نشعر بأننا خرجنا من متاهة الأعمال التلفزيونية الساذجة التي كانت تملأ شاشاتنا العربية، حتى عادت تلك الأعمال للدخول إلى بيوتنا من باب آخر سنحتاج إلى الكثير من الوقت لإغلاقه والعودة إلى نقطة الصفر.

إنها المسلسلات التركية المدبلجة التي فرضت علينا (سواء كنا من المتابعين أم لا) نمطاً كلاسيكياً، أقل ما يمكن وصفه به أنه ساذج درامياً، وكل ما يقوم به هو اللعب على وتر العواطف والغرائز المفتعلة في إطار جمالي بصري يذكرنا بالمسلسلات المكسيكية، التي احتفلنا يوماً بالخلاص منها ومن الضياع الذي وسمت به عقولنا وأوقاتنا!‏

من باب الأمانة، وجدت نفسي مجبراً على متابعة بعض الحلقات من تلك المسلسلات التي تبثها إحدى أكبر المحطات الفضائية العربية، وأكثرها قوة وقدرة مالية وانتشاراً، فمن غير المعقول أن يجد عمل ما هذا الصدى الواسع بين المشاهدين العرب إن لم يكن يحمل، على الأقل، جانباً إيجابياً هنا أوهناك! وهذا ما لم أجده أبداً، مع علمي المسبق أن «المكتوب واضح من عنوانه»!‏

دراما غير واقعية وأحداث مسلوقة!‏

يستطيع أي كان أن يبدأ بمتابعة تلك المسلسلات حتى لو كان المسلسل في أواخره، فالقصة ساذجة لدرجة لا يحتاج فيها المتابع إلى أي مجهود لمعرفة أشخاص المسلسل وأحداثه! والمصادفات المفبركة بطريقة لا تخلو من الغباء والاستخفاف بعقول المشاهدين، تذكرنا ببدايات المسرح والسينما والتلفزيون عندما كانت تلك الفنون تطرح آراء فانتازية لا تتلاءم مع واقع الحياة، وتعتمد بالدرجة الأولى على سذاجة المشاهد وعدم إلمامه بتلك الفنون على اعتبار أنها كانت جديدة وغير مألوفة بالنسبة إليه في ذاك الوقت! إنها عملية ابتذال للمشاعر الإنسانية على يد أشخاص يتسمون بالوسامة والنظافة والمثالية المفرطة، التي إن توفرت فعلاً في حياتنا لما كان هنالك أي داع للجهود التي بذلها الأولون على جميع الأصعدة، وخصوصاً الفنية والأدبية منها، في سبيل النهوض بالفكر الإنساني ومحاربة كل ما هو غير متحضر ورفع سوية التعامل بين البشر للوصول إلى المدينة الفاضلة! فهنالك الحبيبة التي تضحي بوالد ابنها بلا سبب جوهري والفتاة المريضة التي تضحي بسعادتها المرهونة بالزواج ممن تحب في سبيل سعادة فتاة أخرى تحب نفس الشخص. وعائلة غنية تعيش على تناقضات الحب ومشاعر المراهقين وأشخاص يصلون دائماً إلى أبواب الموت لكن لا يدخلونها! والقدر الذي يلعب لعبته المجنونة فإما يسرّع الأحداث أو يبطئها «حسب رغبة المخرج والكاتب»!‏

أجيال تنشأ على الوهم!‏

الظاهرة التي تستحق التوقف عندها هي أن الغالبية العظمى من متابعي تلك المسلسلات هم من الأطفال والمراهقين، الذين يتسمرون أمام الشاشة لساعات طوال وهم ينهلون المشاعر المبتذلة غير الواقعية، ناهيك عن العلاقات غير الشرعية والقيم التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتماشى مع أخلاقيات مجتمعاتنا. إن حالة كهذه ممكن أن تؤدي إلى أمرين أحلاهما مر. فإما أن يقتدي هؤلاء الأطفال والمراهقون بالقيم التي يتعلمونها فيعيشون كالمسوخ الغريبة في مجتمعاتهم، أو أنهم يصطدمون بالواقع الخالي من الرومانسية الكاذبة والمشاعر غير المنطقية فلا يستطيعون التعايش مع واقعهم ويفقدون الثقة بكل ما حولهم! بعيداً عن سوء النية وتخوين البعض، إن تلك المسلسلات تخلق حالة من الضياع والتشتت والتمرد غير المجدي لدى أجيال الوطن المقبلة، وتساهم بشكل فعال في خلق جيل بعيد كل البعد عن قضايا حياته ومجتمعه ووطنه وشعبه!‏

تحيــاتـــي للجميــــع

من طرف **najeeb** الأربعاء نوفمبر 25, 2009 6:45 pm

موضوع محق .. ويستحق الوقوف عنده
ولكن الذي يثير الغرابة , هو أن تلك المسلسلات تحظى بشعبية كبيرة عندنا
فلماذا يا ترى ؟؟!!
لا يمكن أن نبرر ذلك بشح أعمالنا الدرامية , فهي على العكس غزيرة و تحظى بإعجاب كبير من عموم العرب
برأيي حالة الفراغ التي يعيشها المواطن العربي , قد تكون هي السبب !!
غياب خصوصية الهوية العربية يفرض البحث عن البدائل: مكسيكية أو تركية أو ...الخ
طبعا المسؤول الأول و الأخير هو من يملك وسائل التأثير , إنها الأنظمة
وبما أننا نحن المواطنون لا حول لنا و لا قوة , فهيا سويا نقيم الصلوات و الدعوات لكي يخلصنا الخالق من أنظمتنا .. آمين
شكرا لك أخي سامر

من طرف **loloa** الأربعاء نوفمبر 25, 2009 6:55 pm

مشكور سامر عالموضوع
سبب مشاهدة العرب لهالمسلسلات لانو نحنا العرب منحب كل شي اجنبي
ان كان مفيد ولا لا للأسف يعني
واكيد منحب الأشيا يلي مو مفيدة اكتر
اما نجيب شي مهم من الغرب ونتعلمو مستحيل

تحياتي

الك

من طرف **zorba12** الأربعاء نوفمبر 25, 2009 7:02 pm

أنا أتفق معك أخي سامر كما أتفق مع ردود الأخوة نجيب و لولوا
وخطر على بالي تساؤل .. يا ترى مسلسلاتنا السورية ( والعربية عموما ) يتم عرضها في المكسيك أو تركيا أو ...؟
بتمنى إذا حدا بيعرف الإجابة يخبرني
شكرا ابو سمرة

عندنا عقدة اسمها الاختيار فدائما وفى كل المجالات عندنا شيئين احدهما صالح والاخر غير صالح فلنتعلم كيفية الاختيار ولنعلم ابنائنا كيف يختاروا والا سقطنا فى بئر صعب الخروج منه وهذا ليس على الفن وده ولكن فى كل المجالات وتسلم ايك سامر على هذا الموضوع الجميل جدا