(انا الانثي المستحيلة)

من طرف **hadideeb** الخميس يناير 21, 2010 3:25 am

اكتب بلسان الانثى فأنا لست كل النساء

سأستهل كتابتي بما قاله نزار عني ذات حضارة
حيث قال فيما قال
أريدك أنثى
لأن الحضارة أنثى
لأن القصيدة أنثى
وسنبلة القمح أنثى
وقارورة العطر الأنثى
وختم بأن قال عني
باريس بين المدائن أنثى
وبيروت تبقى برغم الجراحات أنثى

وكأن نزار وصفني كأنثى بالمدينة التي يمتد تاريخها من أول السطر حتى مطلع الشعر

كتبت يوما عن انني الانثي المستحيلة.. وكنت اكتب يومها بقلم كل انثي..
حيث تمكنت من الغوص في اعماقي التي استعصي علي الآخرين تحديد وجهة ومسار وانتماءات هذه الأعماق..

فقررت أن اجتاز بكل هذه المتناقضات مع كل من لم يفهم الانثي ويفهمني يوما
بطريقة فاضلة كما أردت دائما ان تكون الانثي التي هي بالاحري أنا..
فقررت أن تكون هذه المتناقضات هي سر ومفتاح الانثي التي ظل يبحث عنه كل من أراد امتلاكها..
وذلك حين قلت في (انا الانثي المستحيلة)

تحوم حولي الفراشات فلاتحترق ..
أنذرها بقدوم الصباح ..وأكشف لها حيلة العنكبوت لاصطيادها ..
وأبني لهامتكأ فوق أوراق من الشجرالأخضر..
وحين قلت ايضاً
نوافذي من زجاج مطَّاطي تدلَّت عليها عرائش الياسمين
من قذفني بالحجارة ارتد إليه رطباً ..

وفي بعض مما قلت ايضاً
أنا مدينة لا تخضع للوسطية وأنصاف الحلول ..
مدينةمرغوبة مرجومة..
ليس فيّ تلك المنطقة الوسطى بين الجنة و ... الجنة !!
الداخل فيّ محسود مفقود موؤد ..

لأن فيّ ذلك السحر الذي يتلبسه فيطمع بامتلاكهذه المدينة الساحرة وحين استعصي عليه.. يرتد ساخطًا ناقما ..
فأردت بذلك أن اقول انه ما من شجرة إلا ولها ألف عاشق من العصافير..

وبأنه يجب أن لا ننسى بأنه لا تقذف بالأحجار إلا الشجرة المثمرة..

واريد ان اشبه كل ذلك بالسائح الأجنبي أو القروي الذي يدخل مدينة يسمع عنها دائما ولكنه لم يذهب إليها قط

وحين دخلها لم يستطع أن يأكل ولا أن يشرب ولا أن ينام فيها لأنه لا يعرف بأي لغة تتحدث هذه المدينة

فخرج منها مسرعا و ساخطا على كل الجمال الذي لم يفهمه ولم يتبق منه سوى
ذكرى دهشة الدخول منذ البوابة الأولى حتى البوابة التي خرج منها
وقرر بعدها أن يندم ويسخط وراءه على كل لحظة حاول فيها الصعود أو الاقامة
مرددا بذلك أشعار ( الحطيئة ) في هجاء نفسه وهجاء والدته وكأن المدن التي
لا يملك مفتاحها يمكنه أن يملك هجاءها فقط..
وكانت
الخاتمة بأنني ابحث عن أول الذكور الذين سيكتفون بحراسة بوابتي..على شكل
عنقود ضوء يضيء الطريق للداخلين الآمنين ويطبق الدرب على المنبوذين
الساخطين..
وأمام
هالة الطهارة التي سيقف عليها حارسا من الخارج ويضع الداخلين إليها في
غربال الصدق ليعطوا جواز مرور أو تصريحا بالعبور فقط أو يردهم ساخطين على
ما أوتوا من قوة عابثة بمحراب النساء لا تؤهلهم للدخول إلى مدينة الأنوثة
التي من دخلها ( صادقا ) فهو آمن..

ولن يفعل ذلك الا حين يتيقن المعني بالأمر بأنه أمام المستحيل شكلا ومضمونا..

فأنا لست جميع النساء .. ولم أجمع قبيلة النساء تحت لوائي .. لكنني مدينة الأنوثة التي يحدها الادب من جهاتها الأربع..

فالي من يتقن الحديث والتودد الذي قد يجعل كل تعليق من الطرف الآخر لاقيمة له..

أعلم تماما بأنني أتقن الصمت مستمتعة بما يكتب عني من تاريخ تشهده كل النساء على مرمى الأنوثة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]