بقلم محمد عيسى

بقلم محمد عيسى

الإمبراطورية السورية والقطبية العالمية الجديدة
الطريق بين دمشق وبغداد سالكة.
هذا هو الخبر الأكثر أهمية في هذا القرن لعل الخبر كان ليبدو عاديا للكثيرين لو لم نصفه بخبر القرن ولعل الكثيرين لا يجدون رابطا بين هذا الخبر وبين العنوان الذي اخترناه لمقالنا ولكن حلمكم قليلا.
أليست سوريا عمود السماء كما يصفها الأنبياء؟ أوليست بغداد حاضنة التاريخ؟ أوليس مثلث الإمبراطوريات كما يتحدث عنه الحكماء والمؤرخين والذي يتمدد متراخيا على مر العصور بقاعدته على الساحل السوري ورأسه في بغداد هو الأساس في نهوض الإمبراطوريات السورية عبر التاريخ؟
أوليس من الثابت لدى خبراء الاستعمار ومنذ آلاف السنين أن المهزوم في الشرق هو المهزوم في احد رؤوس المثلث؟
أوليس من الثابت أن كل العالم تضافرت جهوده لمنع أي تقارب بين سوريا والعراق لان ذلك يعني حريقا هائلا لإمبراطوريات قائمة وأساس لإمبراطورية عربية قادمة؟
أولستم تذكرون ميثاق العمل القومي بين العراق وسوريا وكيف ارتعدت فرائص الكثيرين في الشرق والغرب وبين أعراب الخليج منه؟
أو لعلكم لا تعرفون أن 90 % من مكونات الشعب العراقي والسوري متلهفون لوحدة القطرين وان معظم الكتل السياسية العراقية ومن مصدر موثوق تتبارى للدفع بهذا المشروع قدما؟
وأن حلف المقاومة في إيران وسوريا والعراق يعملون بصمت وبكثير من الجهد لانجازه؟ وهل تعلمون أن الظروف الدولية هي الأكثر ملاءمة لهذا المشروع منذ مئات السنين خاصة وان دولا كبرى باتت ترى في هذا المشروع الممتد من لبنان إلى البصرة والمتحالف عسكريا واقتصاديا مع إيران هو الرد الأمثل لمنع غزوات الغرب باتجاه الشرق في المستقبل؟
إن الإمبراطورية السورية كما يحلو لي أن اسميها والتي ستشمل سوريا والعراق ولبنان والمتحالفة مع إيران بأرقى إشكال التحالف الاقتصادي والسياسي و العسكري ستشكل دولة عصرية بمساحة تقارب 700 ألف كيلو متر مربع وعدد من السكان يزيد على 60 مليون تجري في أراضيها مياه نهرين عظيمين هما دجلة والفرات وتمتلك من الثروات الباطنية والزراعية ما يوازي أوروبا .
قد يقول قائل لا توقظوه من حلمه الجميل ودعوه مستغرقا فيه رحمة به نقول لهؤلاء لست حالما بل انتم الغارقون في أوهام القدر والقضاء الأميركي و الغربي.
نحن لا نتحدث عن حلم قد يتحقق في عصر بعيد قادم بل أتحدث عن مشروع أصبح في خواتيمه وخطوة واحدة تنقله إلى الواقع ولن يستغرق الوقت شهورا وان كنا متشائمين سنوات قليلة هي تلك التي تفصلنا عنه.
إن موازين القوى الدولية تتغير بصورة متسارعة لصالح حسابات البيدر السوري وليس لصالح حسابات الحقل الأميركي .
إن هزيمة أميركا في الشرق قد أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل و أوروبا العجوز تئن تحت ثقل أمراضها المتعاظمة لذا فلن يستطيع أحد ملء الفراغ الجيوسياسي في المنطقة غير السوريون الخارجون من أزمتهم بعد أن جددت سوريا شبابها وامتحنت قدراتها وتحالفاتها الدولية وغدت أكثر ثقة بقدرتها على الفعل.
إن العثمانية الجديدة كانت تدرك منذ البداية حجم الفراغ الجيوسياسي الحاصل بعد هزيمة أميركا والغرب في العراق و كذلك أعراب الخليج ولقد تآمرت تركيا مع شيوخ الفتنة لتكون البديل الذي يملأ الفراغ عند تحطيم سوريا.
سوريا المنتصرة في حرب عالمية عليها سوف تعيد تشكيل الخارطة هذه المرة لصالحها باعتبارها اللاعب الأقوى ولا يرهبنكم بقايا حطام المشروع الاستعماري في المنطقة من أدوات رخيصة تنفذ تفجيرا هنا أو اغتيالا هناك فهذه لا تعني شيئا في الحسابات الإستراتيجية خاصة بوجود جيش سوري عملاق تنامت قوته خلال الأزمة بما يصعب على خصومه تصور ذلك.
إن قطبية دولية جديدة تتشكل في المنطقة قاعدتها سوريا العظمى الممتدة ما بين البحر المتوسط والخليج العربي العملاقة باماكاناتها البشرية والعسكرية والاقتصادية وبتحالفاتها الإقليمية والدولية ستشكل القطبية الرابعة في عالم الغد هذا لان الطريق بين دمشق و بغداد أصبحت سالكة

كلام رائع
من قلم اروع