يدعي الوطنية ويضمر عقيدة «الإخوان والغاز».. عبد العظيم يؤيد اقتراح حمد حول القوات العربية

عد أن استمر لعدة أشهر في مواقفه المواربة والغامضة في كيفية تعاطي هيئته مع الأزمة السورية وما تشهده من تآمر خارجي بات مفضوحا وغير خافٍ على أحد، وبعد أن اعتبرت هيئته طرفا آخر يعارض مايراه من أخطاء لكن ترفض أن يكون هناك امتطاء من الخارج لضرب سوريا شعبا وقيادة، كشف المنسق العام لهيئة التنسيق المعارضة حسن عبد العظيم عن وجهه الحقيقي ورضي أن يعرض دماء السوريين للسفك من قبل قوات تلبس بدلات عسكرية عربية في حين أنها تأتمر بأوامر جهات بات تواطئها مع أعداء سوريا مفضوحا للجميع.
عبد العظيم أعلن أمس في حديث مع صحيفة "الوطن" الكويتية أن «هيئته توافق على دخول قوات ردع عربية إلى سوريا»، كاشفا بذلك عن مواقف بقيت مخبأة طوال الأشهر العشرة الماضية التي لم توضح صراحة حقيقة انتماء عبد العظيم وهيئته.
فبعد أن رفض موافقة مجلس اسطنبول بدعواته التآمرية على سوريا، يكشف عبد العظيم هذا الموقف عن حقيقة قناعاته. فهذا الرجل سبق وأعلن تأييده الكامل للدعوات التي أجبر من خلالها إرهابيو مجلس اسطنبول السوريين في عدد من المنطق خصوصا في حماة وحمص على الإضراب القسري وإعلان العصيان المدني، حيث ذاق أهلها الأمرين من إرهاب هؤلاء المأجورين الذين أيدهم عبد العظيم.
لكن عدم توافق هيئة التنسيق الكامل مع مجلس اسطنبول والذي أوهم الكثير من السوريين بـ«وطنية» معارضة هذه الهيئة يفسره محلل سياسي واسع الإطلاع على أفكار حسن عبد العظيم بشكل مفصل بالآتي:
المحلل كشف لـ"شوكوماكو" أن العديد من العارفين بأفكار عبد العظيم الخاصة وممن عايشوه فترة من الزمن يؤكدون أن لدى المحامي المعارض أفكارا تشهر التقارب مع التيار الناصري لكنه في الممارسة والفعل لا يخرج عن تطرف تيار الإخوان المسلمين التكفيري.
ويقدم المحلل دليلا على معلوماته يتمثل بعدم خروج عبد العظيم بأي تصريح يدين فيه ممارسات العصابات المسلحة التي تتبع فكر الإخوان وبشكل خاص التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي حدثت بدمشق والتي أعلنت جماعة الإخوان تبنيها لها دون أن ينطق عبد العظيم أو أي جهة من هيئته بتنديد إدانة أو حتى تعزية لأهالي من شهداء التفجيرات من رجال أمن ومدنيين.
المحلل أكد أيضا لـ"شوكوماكو" أن السبب الذي يمنع عبد العظيم من إعلان اتفاقه مع مجلس اسطنبول حتى الآن لا علاقة له بأي مواقف سياسية وطنية، بل إن العائق الأكبر هو التعامل المذل الذي لقيته الهيئة من مجلس اسطنبول الذي يحكمه الإخوان المسلمين ومن يدعمهم، والدليل على ذلك كما يؤكد المحلل أن أحد اهم بنود الاتفاق الذي رضيت به هيئة التنسيق ورفضه مجلس اسطنبول يشير إلى وقف "الحملات الإعلامية التي تقودها الجزيرة ضد الهيئة"، أما البند الآخر والأكثر أهمية يشير إلى عدم إعتراف مجلس اسطنبول بـهيئة التنسيق كممثل لقوى المعارضة!!
فإن هذا التعامل الدوني الذي يقابل به مجلس اسطنبول حسن عبد العظيم هو السبب الرئيس كما يشير المحلل لعدم الاتفاق وليس أي شيء آخر.
ويذهب المحلل إلى أبعد من ذلك حيث يشير بالاستناد إلى معلومات سربت له من داخل الهيئة إلى أن عبد العظيم أعلن تأييده للقوات التي اقترحها حمد كعربون يسعى عبره عبد العظيم لكسب ود القطريين وتقديم نفسه كبديل قد تتبناه مشيخة قطر عوضا عن مجلس اسطنبول غير المرضي عن أدائه بعد فشله في كسب أي تأييد دولي أو أي "إنجاز" كان مخطط أن يحققه إرهابيوه على الأرض.
المحلل شكك عبر هذه المعلومات التي تكشف للمرة الأولى عن الدور الذي قد تلعبه هيئة التنسيق في المرحلة القادمة، متسائلا: "هل نشاهد مستقبلا إرهابيين يتبعون لهيئة التنسيق تجندهم قطر لسفك دم السوريين مقابل جموح عبد العظيم المرضي للسلطة؟؟!!، خصوصا أن عبد العظيم رفض مرارا وتكرارا اليد التي مدتها له القيادة السورية للحوار وآخرها دعوة الرئيس بشار الأسد لتشكيل حكومة موّسعة تضم أطياف المعارضة الوطنية التي يدعي عبد العظيم الانتماء لها.
وختم المحلل حديثه بالتوجه لعبد العظيم الذي يدعي إلى الآن الوطنية بالقول: الجميع يعلم ما هي حقيقة القوات التي يسعى حمد لإرسالها في وقت ليس هناك جيش عربي قادر على مواجهة الجيش السوري، فهل باتت الوطنية تسمح لك أيها الاستاذ أن تشرع دخول قوات تأتمر بأوامر أعداء الوطن وتسفك دماء السوريين وتغتصب أراضيهم خدمة لـ«اسرائيل» وأميركا؟ وهل وصل الإفلاس الفكري والوطني إلى هذا المستوى من الارتهان بحيث تتحول يا استاذ عبد العظيم إلى مجرد صدى لدعوات العمالة والتآمر على الوطن من قبل شيوخ النفط والغاز الذين أشهروا عداءهم لدمشق وولاءهم لتل أبيب؟