مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 228 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 228 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 289 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 1:35 am
بحـث
دخول
أقســــــــــــــام المنتدى
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط دوير المليحة جنات ع مد النظر على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط دوير المليحة جنات ع مد النظر على موقع حفض الصفحات
الموضوع الشعبي والاكثر تصويتا ومشاهدة
أخوتي الكرام من خلال ردودكم على المواضيع والتصويت عليهايصل الموضوع وكاتبه على درجات تمكنه من ان يكون الموضوع الاكثر شعبية والكاتب الأهم في المنتدى لذلك نرجو الرد على المواضيع التي تقرأوها والتصويت عليها بالضغط على زر (+) أو( -) الموجودعلى يسار الموضوع مرحباً بكم : الإدارة
هل يفعلها أردوغان؟!! ..بقلم نارام سرجون
دوير المليحة جنات ع مد النظر :: دوير المليحة العــــــــــــــــــام :: منتـــــــــدى السياسة و الإقتصاد
صفحة 1 من اصل 1
هل يفعلها أردوغان؟!! ..بقلم نارام سرجون
ما حدث في الأشهر الأخيرة من
تغير في المشهد الإقليمي وتقلبات الدول والعلاقات في مأساته وغرائبيته
أشبه "بالكوميديا الإلهية" للشاعر الايطالي "دانتي أليغييري" الذي وصف في
ملحمته الخالدة التصورات المسيحية للآخرة وقسّم ملحمته إلى ثلاثة أقسام هي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
1- الجحيم 2- والمطهر 3- والجنة..
والكوميديا الدولية في الربيع العربي أطلقت "مرحلة الجحيم" في تحول أمير
بدوي جاهل من أتفه ما أنجبته جزيرة العرب إلى منظّر للحريات ينضوي تحت
جناحه مثقفون عرب .. والكوميديا تجلت في اندفاع السعوديين المعروفين بحكمهم
القروسطي الظلامي خلف شعارات الحرية والعدالة والثورة والبكاء على الشعب
السوري ..والكوميديا أيضا تجلت بظهور شخصيات من قاع تخلف المجتمع العربي
لتتلاعب بمصير الشعب السوري مثل العرعور والقرضاوي .. بل تجلى الجحيم كله
في انقياد مثقفين عرب وسوريين لقيادات دينية وخارجية متناقضة معها تماما
مثل برهان غليون وكل رهط استانبول .. والكوميديا الدولية تأبى الا أن تتوج
هذا الجحيم الفكري بتصريحات الناتو عن الحرية وحقوق الانسان فيما هو يبول
عليها وعلى أبنائها ..
مرحلة الجحيم في الثورات العربية هي التي توّجها وصول "قيادات" إسلامية
هزيلة متواطئة مع الغرب.. وفي سورية وصلت إلى ذروتها في الظهور المسلح
للإرهابيين والمهربين الذين سرقوا اسم الثوار من قواميس الشرق المجاهد ومن
مسلسلات باب الحارة في محاولة لاستدراج البلاد إلى عنف وقلاقل أدت إلى كثير
من الضحايا والشهداء وإلى تراجع الشعور العام بالأمن..
"جحيم" الربيع العربي لن يصل إلى "المطهر" الا بعد نبذ هذه التيارات
الإسلامية المشوهة بالنفط والغاز التي تطفلت على الإسلام الحقيقي الذي كان
اعاد اكتشافه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده فقام القرضاوي بإيمانه الرث
.. ببيعه بالدولار
لكن متى ستنتقل الأزمة السورية إلى مرحلة المطهر ..؟؟ أي متى ستنتهي مرحلة الجحيم؟؟ وأين تسير الأحداث بعد ذهاب المراقبين العرب؟
الكل متفق الآن أن الوضع السوري سيتغير بشكل دراماتيكي في أحد اتجاهين
..اما أن يتغير التماسك في المحور السوري-الإيراني-الروسي، وإما ان يتفكك
المحور المقابل الغربي- العربي- التركي بتراجع أحد مكوناته..
محور الشر العربي –الغربي المناوئ للشعب السوري يصر على تصعيد الجحيم ..
والسؤالان اللذان يشغلان كل المحللين السياسيين وكل السوريين هما: هل ستغير
روسيا اتجاهها أخيرا مما يعني أن مرحلة الجحيم بلا نهاية وأن لا مطهر ولا
جنة بعده؟ والسؤال الثاني -وهو أكثر إلحاحا - هو لماذا لم تحسم الدولة
السورية بشكل كامل؟ هل كما يشاع بأن للاعتراض الروسي على الحسم العسكري
أثر؟ هل الدولة من الضعف بحيث لا تتحرك ضد المسلحين؟ اذا ماذا ننتظر؟
لا يستطيع أحد الادعاء أنه يعرف يقينا أي جواب الا "الراسخون في العلم
السياسي" .. وما يلاحظ أن كل من يواجه السؤال من معسكر السلطة والمعارضة لا
يعطي جوابا قاطعا عن سبب تأخر الحسم وتبدو عليه الحيرة أحيانا مما يزيد في
الحيرة ..خاصة وأن الجميع يدرك مدى قوة السلطة عسكريا التي لن تحتاج إلى
كبير عناء لإلحاق هزيمة ماحقة بالمسلحين خلال أيام..
فيما يخص السؤال الأول المتعلق بروسيا، فان من يطرحه ليس هو الجانب الرسمي
السوري بل هو معسكر الشر الخليجي الاستانبولي .. والغاية منه ابقاء
الوطنيين السوريين والشارع السوري في حالة ذعر وهو الذي يمور بالتفاؤل بعد
ثبات الدولة السورية في وجه أعنف هجوم عالمي إعلامي- سياسي- إرهابي على
دولة .. فتركيز محور الشر على هذا السؤال هو لإبقاء المواطن السوري قلقا
وينظر إلى الخلف لحماية ظهره وليس إلى الأمام لمواجهة الأشرار والمشكلة
الرئيسية .. وبالطبع لاشاعة الاحباط والتشجيع على النجاة من سفينة
"تايتانيك" الغارقة .. وكذلك يروّج الثورجيون تلك الاحتمالات لإبقاء
القيادة السورية وجمهورها متوترا ويفكر في تقديم تنازلات وطنية في
المفاوضات السرية (التي تجري الآن بصمت مع السوريين كما يعتقد) خوفا من
مفاجأة تغير روسية تقلب المعادلة على السوريين في آخر لحظة .. خاصة بعد أن
تبين أن روسيا تمسك بلجام الغرب وتشده بقوة بعيدا عن سورية..
إعلام الثورجيين والعربان لا يستحي طبعا ولا يعنيه أن احتقره المشاهد
السوري لأن هذا الإعلام توقع انقلابا روسيا في كل يوم منذ عدة أشهر .. حتى
أن أحد المعلقين رد ساخرا على هذه القراءة الساذجة بالقول: المعارضون
وحلفاؤهم قد وصلوا إلى حال يرثى لها في تمنياتهم بشأن روسيا.. ومن يستمع
لنبوءاتهم يعتقد أن روسيا ستقرر احتلال سوريا بنفسها .. وأن الأسطول الروسي
وحاملة الطائرات قبالة طرطوس جاؤوا لإنزال قوات برية للغزو الروسي
لسوريا..!!
بالتأكيد يستغل الإعلام "المراهق" بعض المقولات ويجترّها ليل نهار من مثل
أن روسيا باعت العراق وليبيا ... وروسيا في النهاية تبحث عن مصالحها .. بل
ان الطبال عبد الباري عطوان كلف نفسه وساهم في قرع الطبول وحمل هذه
"البطيخة" من قبل الصحافة الإسرائيلية بترويج فكرة أن الروس في النهاية
سيبيعون من أجل مصالحهم قبل كل شيء .. وقد غاب عن هذا الصحفي الطبال وغيره -
الذي لم تصدق نبوءة واحدة له حتى اليوم - ان روسيا في إصرارها على دعم
السلطة السورية تدعم مصالحها هي في بقاء نظام الحكم الحالي وان كل البدائل
ستجعل روسيا نفسها متسولة لمصالحها في الشرق..
الاعلام "الرشيد" الخليجي لا يستحي حتى من تذكيرنا واستغلال تجربتنا مؤخرا
من طعن بعض الأصدقاء ويريدنا أن نؤمن أن الروس سيطعنوننا في الظهر كما فعل
الآخرون باعتبار أن كل من كانوا أصدقاء طعنونا في الظهر من صغيرهم حمد إلى
كبيرهم أردوغان مرورا بصبيان لبنان وملوك رقصة العرضة بالسيوف السعودية..
لابد أن نعترف الآن ان الشخص الوحيد الذي فاجأنا هو أردوغان أما حمد وصبيان
لبنان مثل سعدو وجنبلاط فتاريخهم لايدل على أن لهم أخلاق الفرسان بل هم لا
يجيدون الا الغدر .. وأمثال وليد بيك جنبلاط لم نعتبر طعنتهم غير متوقعة
بل في الحقيقة ما فاجأنا هو تأخر وليد بيك في إخراج نصل خنجره من غمده..
والقياديون السورين كانوا يرون بأطراف أعينهم تحركات ظلال جنبلاط على الأرض
خلفهم .. ويتمتمون في كل مرة: يا الله !! هل هذا هو فعلا ابن كمال جنبلاط
الذي يقال أنه وطني يريد إعلاء منطق الفروسية وقيم الموحدين؟؟
يكثر الثورجيون من النظر إلى روسيا ومن أخذنا عنوة لنرى معهم مسرحية من
الخيال السياسي اسمها (حتى أنت يابوتين؟) .. لكن لا أدري لماذا ينسى
الثورجيون ظهورهم .. ولا يلتفتون .. فهناك مرشح بينهم للانقلاب عليهم وهو
ان انقلب انتهت كل اللعبة .. انه تركيا ..ومن هنا يمكن تفسير تلكؤ السوريين
في الحسم العسكري الذي يحير الجميع ..فكيف ذلك؟؟
في الحقيقة هناك بعض الهمس الخفيف بين مراقبين غربيين متابعين "للربيع
العربي" وصلتني شذرات من آرائهم عبر الايميل من خلال سؤالين وجهتهما لهم
..الأول: عن احتمال انهيار النظام في سوريا إذا ما تغيرت المعادلة بغياب
العامل الروسي ..والثاني عن تفسير الغموض في موقف الدولة السورية من الحسم
العسكري !! .. فعادت جميع الأجوبة تقول انه لا توجد أية مؤشرات قوية تؤدي
لانهيار النظام .. وبالطبع لادلائل على تغير الروس .. بل على النقيض ..ان
تحت السطح مايعاكس ذلك..
تقول هذه الآراء ان لا حيرة في الإجابة عن سؤال الحسم العسكري ..فالسوريون
لديهم كل الإمكانيات للحسم ..لكن من الواضح أنهم ينتظرون مفاجأة ..أو
يعملون على انتاج مفاجأة ..وهم يتصرفون بنفس خطوات الخصم الذي يريد احداث
خرق في الموقف الروسي ..لكنهم كما يبدو يعملون على إحداث خرق في المعسكر
المناوئ لهم ..وحظوظهم في ذلك أوفر .. اما لماذا فان تقدير الدولة السورية
هو ان "ما يمكنك تقطيعه بالملعقة لا تقطعه بالساطور" .. وهم مهتمون جدا بأن
يتم شلّ المعارضة المسلحة بدل تصفيتها دمويا ..فالسوريون لايفضّلون "حماة"
ثانية ولا "عنف الثمانينات" ولا طريقة عبد الحليم خدام ورفعت الأسد، خاصة
ان المسلحين يتمترسون في أحياء سكنية .. بالطبع يعمل السوريون على اختراق
المسلحين استخباراتيا بعناية، في الوقت الذي تظهر فيه دلائل على أن هناك
جهدا لإحداث خرق يشل المسلحين تماما ويشكل حالة صدمة للمعارضة يتمثل في
غياب قوة رئيسية داعمة!!
الاختراق العسكري صار واضحا فأحد التقارير التركية يشير إلى صورة أحد مسلحي
الجيش "الحر" الذي ظهر في احدى اللقطات يرفع شارة النصر كان أحد الذين
ألقي القبض عليهم سابقا بتهمة حمل السلاح وأطلق سراحه وهناك تحذيرات من أن
هناك كثيرين ممن تم تجنيدهم في المعتقلات لصالح الاستخبارات السورية تم
زرعهم في مفاصل المسلحين ..وعملية الاستئصال ناضجة معلوماتيا الآن على
الأقل..
أما بخصوص تغييب إحدى القوى الرئيسية المساندة للمعارضة فتقول تفاصيل هذه
الآراء أنه فيما يتطلع التحالف المناهض لسوريا لإحداث خرق في موقف روسيا
ليكون بداية النهاية في اللعبة السورية فان على هذا التحالف ان ينظر خلفه
قليلا.. فربما وجد أحد الحلفاء للمعارضة قد "كوّع" .. فاللاعب التركي مثلا
يبدو متلكئا عن متابعة المشهد واستئناف المباراة ..بعبارة أخرى ليست روسيا
هي التي ستنقلب وتغير اتجاه الأحداث .. بل تركيا هي المرشحة أكثر بكثير
للانقلاب على مواقفها السابقة ..والمتابع لما يقوله الصحفيون الأتراك مثل
علي بولاتش في صحيفة "زمان" الموالية لحزب العدالة والتنمية وابراهيم قره
غول وعاكف ايمري يمكن أن يهرش رأسه قليلا في حيرة ..وربما هز رأسه بعد ذلك
موافقا..
وقد لفت أحد الردود نظري إلى تصريحات طازجة لعلي أكبر ولايتي كبير مستشاري
الأمام علي الخامنئي في الشؤون الخارجية وفيها تحدث بودّ عن تركيا وأن
"الأصدقاء" الأتراك يراجعون مواقفهم ..!! وهذا رجل لا يتحدث هراء ولا يمنح
الصداقة جزافا..
يبدو الأمر صعبا قليلا .. ولكن في رأي هؤلاء المراقبين فان تركيا كانت رأس
الحربة الرئيسي في المشروع ضد سوريا غير أن حساباتها تعثرت كثيرا ولم يسقط
الأسد في الأسابيع الأولى كما توقعت (أو كما زيّن لها) رغم كل التهديدات
والضغوط والعنتريات التركية .. والأزمات بين الدول المتجاورة قد تحتمل
عداوة باردة لسنوات وعقود كما هو الحال عبر التاريخ لكنها لا تحتمل سخونة
متواصلة وحرائق إلا لشهور معدودة خاصة في غياب قدرة من الطرفين على بقاء
العيش في الحريق ..بل انه حتى الحروب الطويلة تمر بفترات برود واستراحة ..
والأزمة السورية التركية تجاوزت تلك المرحلة ويجب أن تصل إلى استقرار
..وبرود النار
الأتراك صاروا الآن يعرفون أن الاستمرار في اللعبة ورطة وأن الرهان على
الحصان الخاسر ليس "شطارة" .. وهم يعرفون أن رسائل إيرانية وروسية صارمة قد
وصلت إليهم وان كل الدعم من الغرب تبخر .. والأهم أن رسالة الشعب السوري
كانت الأكثر حسما ورآها القياديون الأتراك حيث وصل هدير ساحة الأمويين إلى
قلب مكتب أردوغان حتى اهتزت صورة كمال أتاتورك على الحائط من صدى الحناجر
السورية الغاضبة .. أي أن الأتراك اكتشفوا أنهم سيحاربون نيابة عن الآخرين
وسيعيشون على حدود الحرائق وربما يلسعهم اللهيب ..علاوة على ذلك فان الأسد
لن يطيل سكوته ويستطيع ببساطة إطلاق حرب عصابات في تركيا ردا على عصابات
الإخوان القادمة من حدود تركيا ..لتنتقل الحرائق إلى تركيا
في تقدير هؤلاء المحللين يلاحظ أن المسؤولين السوريين يتوقفون كثيرا عند
كلمة "الحل السياسي" .. وربما ما يقصدون ليس الحل السياسي عبر حل مع
المعارضة الخارجية –التي سقطت وطنيا ولا دور لهت في الأزمة الا دور
الكومبارس- بل عبر حل مع دول "المحور المتآمر" .. ولا تبدو لهجة السياسيين
السوريين متحمسة للحسم العسكري حتى وان ذكرها الرجل الهادئ وليد المعلم ..
فالحسم السوري تردد بسبب اتصالات ووساطات تريد سحب تركيا من المشروع ..
وانسحاب تركيا هو الضربة القاضية للمعارضة ومشروع قطر والسعودية .. والسوري
يدرك أن انسحاب تركيا يشبه ما يسمى "بقتل الثؤلول الأم" وانقطاع الشريان
المغذي للتمرد .. وسيسقط التمرد المسلح بالتالي نفسيا وعسكريا .. وستكون
هناك ضربة نفسية خاصة اذا تمت مقايضة أسرى أتراك برأس رياض الأسعد .. حيث
يتردد في بعض الأوساط أن هناك أسرى أتراك لم يظهرهم الاعلام السوري تلبية
لرغبة تركية ..ويعرض الأتراك المساعدة في إطلاق سراح الإيرانيين المخطوفين
مقابل الأتراك الضباط (الايرانيون اختطفوا لهذه الغاية) .. لكن السوريين
يريدون إلى جانب إطلاق الإيرانيين رأس رياض الأسعد وبعض الرؤوس الأخرى
(؟؟؟).. ليس لأن الأسعد عقل عسكري عملاق وليس لأنه يشكل خطرا عسكريا .. بل
لأن الخيانة في العقيدة العسكرية السورية لا تغتفر .. وقد تجرأ الأسعد على
ارتكاب الخيانة ..وهذا مالا يقبله الجيش السوري وقيادته..
القضية محرجة جدا للأتراك وصعبة الإخراج رغم أنها ليست مستحيلة منذ أن قيل
ان حسين الهرموش قد تمت مقايضته .. وقد يكون السيناريو المقترح بتصفية
الأسعد وبعض زملائه بافتعال معركة داخلية في الجيش الحر أو نسفه كليا
والادعاء أن عملاء المخابرات السورية اغتالوه .. بل إن أحد المعلقين لم
يستبعد أن المسلحين المتسللين من تركيا الذين يجدون القوات السورية
بانتظارهم وتتربص بهم وتقتلهم بالعشرات على الحدود التركية يتم التخلص منهم
بالتدريج عبر اتفاق بين السوريين والأتراك بتزويد السوريين بكل معلومات
تحركهم وقنواتهم ليتم اصطيادهم على الحدود في الشراك السورية.. وبذلك تتخلص
تركيا تدريجيا من هذا العبء دون إحراج نفسها..
وما يلفت النظر أنه بالرغم من تصريحات أوغلو فلاشك أن العنتريات التركية
تراجعت نسبيا ..والسوريون لا يعنيهم بقاء جماعة استانبول تمارس نشاطها
السياسي وثرثراتها في ضيافة أردوغان الذي يقدم لهم القهوة التركية فهي في
النهاية عبء على تركيا طالما أنها فشلت في الوصول إلى السلطة في سورية
وربما لن يطول الوقت حتى تتذمر القيادة التركية من تواجدهم .. بل ان ما
يعني السوريين هو قطع تركيا لصلتها بالمسلحين ومساعدتها على التخلص منهم
بهدوء .. وعدم إيوائهم في معسكراتها ..ومما يشاع الآن أن الحسابات المالية
للجيش الحر في تركيا تتعرض لما يشبه الإغلاق والحصار..
ان انسحاب تركيا الذي يتوقعه البعض هو أمر لا مفر منه لمصلحة تركيا قبل كل
شيء.. التي في النهاية تريد مصالحها وليس مصالح برهان غليون وبسمة
قضماني..أما انقلاب روسيا فهو محتمل جدا .. ولكن في حالة واحدة فقط .. هي
عندما يتراجع شاطئ البحر المتوسط الشرقي إلى حدود ايطاليا!!!..
ويعتقد هؤلاء أن العرب (القطريين والسعوديين) يراقبون بقلق تململ تركيا
وربما يتناهى إلى مسامعهم شيء عن انقلاب تركي ..وهم يريدون الإمساك بتركيا
وإقناعها بالاستمرار قبل أن تنزلق من أيديهم .. فسارعوا لذلك إلى دفع
القضية السورية إلى مجلس الأمن وأوقفوا بسرعة عمل مراقبي الجامعة العربية
.. بل وأعلنوا صراحة استعدادهم لتمويل المسلحين وشددوا من أوامر تحريك
مجموعات القتلة في المدن السورية لاستفزاز النظام ليقوم بعمل عنيف يفضي إلى
تدهور الأحداث بشكل ما أو انطلاق حرب أهلية مما يعطي أملا لتركيا بالبقاء
مع محور المؤامرة..
النظام يعتقد انه يهز العصا الغليظة الآن للمسلحين وينظر في نفس الوقت إلى
تركيا التي ستحدد مصيرهم ..!! وهي بذلك لن تعيد بناء سفنها التي احترقت في
دمشق بل على الأقل لن تحرق ما بقي من السفن التي قد يقودها حزب آخر وتركي
آخر في رحلة "الغفران" .. ويرى هؤلاء الخبراء أن الأسد جاهز تماما للحسم
وبدأ التحرك وهو لا يستطيع انتظار المفاجأة إلى مالا نهاية .. بل إن التلكؤ
بالحسم قد يفقده قيمة الانجاز إذا ما تأخر ..الأتراك بدورهم ينتظرون
ليقرروا .. وإذا ما قرر الأتراك الصفقة فلن يبقى للمسلحين سوى شمال لبنان
من ملجأ .. واذا ما تجمعوا هناك .. كانت نهايتهم... والمنطقة كلها تنتظر
الصفقة السورية التركية اذا ما تمت ..حتى مصر صار كثير من جمهورها مقتنعا
أن مصير ومستقبل مصر مرتبط بأحداث سوريا ..فسقوط سوريا سيعني ان مصر أقبلت
على التفكك مثل سوريا .. واذا نهضت سوريا أنهضت معها مصر وأنقذتها من مصير
التفكك..ولذلك لاقت جهود الإسلاميين المصريين في اظهار الدعم والتأييد
للثورة السورية في المظاهرات الاحتفالية الأخيرة بعض الفتور من الجمهور
المصري المتابع..
في الحقيقة لاأستطيع تحديد اين تكمن القوة او الضعف في هذه الآراء وفي
فرضية انقلاب تركيا .. فهي اجتهادات متابعين وباحثين في الشأن السياسي من
وجهة نظر غربية محايدة ..لكن من الملاحظ أن صوت تركيا في بداية الأزمة كان
عاليا ومصحوبا بالضجيج فيما كان صوت روسيا هادئا .. ثم حدث تبدل منذ الفيتو
الرورسي حيث ارتفع صوت روسيا وخفت صوت تركيا .. مما يجعلني أكثر ميلا
للاعتقاد أن مالم يتوقعه الثورجيون هو مفاجأة ليست في انقلاب روسي بل ربما
في انقلاب تركي ..هذا الانقلاب الذي انعكس في صوت أحد الثورجيين الذين
استمعت اليه وهو في مجلس خاص يكيل السباب المقذع وأبذأ البذاءات بحق تركيا
وأردوغان..
وهنا فإنني أطرح سؤالا مشروعا:
لماذا تفتش روسيا عن مصالحها ولا تفعل تركيا ذلك؟ أي ماالمانع من حدوث هذا
الاتجاه لدى أردوغان فينقلب الرجل على المعارضة السورية؟ لاتقولوا لي ان
أردوغان رجل لايبيع ولايغير كلمته وأنه قد أمسك "شنباته" عندما تعهد بدعم
البلطجيين والمهربين السوريين وسماهم ثوارا..لاتثقوا به كثيرا فمن يطعن
بشار الأسد وشعب بشار الأسد بهذه الطريقة الرخيصة سيطعن الثورجيين
والاستانبوليين .. وبرهان وبسمة ..وشقفة وطيفور .. وحمد وعرعور
..واللاذقاني وجعارة وعبد النور ..وكل ثورجي وطرطور .. وسيكون موقف
الثورجية مضحكا وهم عراة من غير الطربوش والشروال التركي..
انها الكوميديا الإلهية التي بدأها حمد وأردوغان والتي قد ينهيها أردوغان
نفسه بنسختها العربية الأصلية للمعري أي "برسالة الغفران" .. وستنقلب عندها
الكوميديا الإلهية برأيي .. إلى العناية الإلهية ..وصدق من قال ...سورية
..الله ...حاميها ..
( الأربعاء 2012/02/ SyriaNow)
تغير في المشهد الإقليمي وتقلبات الدول والعلاقات في مأساته وغرائبيته
أشبه "بالكوميديا الإلهية" للشاعر الايطالي "دانتي أليغييري" الذي وصف في
ملحمته الخالدة التصورات المسيحية للآخرة وقسّم ملحمته إلى ثلاثة أقسام هي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
1- الجحيم 2- والمطهر 3- والجنة..
والكوميديا الدولية في الربيع العربي أطلقت "مرحلة الجحيم" في تحول أمير
بدوي جاهل من أتفه ما أنجبته جزيرة العرب إلى منظّر للحريات ينضوي تحت
جناحه مثقفون عرب .. والكوميديا تجلت في اندفاع السعوديين المعروفين بحكمهم
القروسطي الظلامي خلف شعارات الحرية والعدالة والثورة والبكاء على الشعب
السوري ..والكوميديا أيضا تجلت بظهور شخصيات من قاع تخلف المجتمع العربي
لتتلاعب بمصير الشعب السوري مثل العرعور والقرضاوي .. بل تجلى الجحيم كله
في انقياد مثقفين عرب وسوريين لقيادات دينية وخارجية متناقضة معها تماما
مثل برهان غليون وكل رهط استانبول .. والكوميديا الدولية تأبى الا أن تتوج
هذا الجحيم الفكري بتصريحات الناتو عن الحرية وحقوق الانسان فيما هو يبول
عليها وعلى أبنائها ..
مرحلة الجحيم في الثورات العربية هي التي توّجها وصول "قيادات" إسلامية
هزيلة متواطئة مع الغرب.. وفي سورية وصلت إلى ذروتها في الظهور المسلح
للإرهابيين والمهربين الذين سرقوا اسم الثوار من قواميس الشرق المجاهد ومن
مسلسلات باب الحارة في محاولة لاستدراج البلاد إلى عنف وقلاقل أدت إلى كثير
من الضحايا والشهداء وإلى تراجع الشعور العام بالأمن..
"جحيم" الربيع العربي لن يصل إلى "المطهر" الا بعد نبذ هذه التيارات
الإسلامية المشوهة بالنفط والغاز التي تطفلت على الإسلام الحقيقي الذي كان
اعاد اكتشافه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده فقام القرضاوي بإيمانه الرث
.. ببيعه بالدولار
لكن متى ستنتقل الأزمة السورية إلى مرحلة المطهر ..؟؟ أي متى ستنتهي مرحلة الجحيم؟؟ وأين تسير الأحداث بعد ذهاب المراقبين العرب؟
الكل متفق الآن أن الوضع السوري سيتغير بشكل دراماتيكي في أحد اتجاهين
..اما أن يتغير التماسك في المحور السوري-الإيراني-الروسي، وإما ان يتفكك
المحور المقابل الغربي- العربي- التركي بتراجع أحد مكوناته..
محور الشر العربي –الغربي المناوئ للشعب السوري يصر على تصعيد الجحيم ..
والسؤالان اللذان يشغلان كل المحللين السياسيين وكل السوريين هما: هل ستغير
روسيا اتجاهها أخيرا مما يعني أن مرحلة الجحيم بلا نهاية وأن لا مطهر ولا
جنة بعده؟ والسؤال الثاني -وهو أكثر إلحاحا - هو لماذا لم تحسم الدولة
السورية بشكل كامل؟ هل كما يشاع بأن للاعتراض الروسي على الحسم العسكري
أثر؟ هل الدولة من الضعف بحيث لا تتحرك ضد المسلحين؟ اذا ماذا ننتظر؟
لا يستطيع أحد الادعاء أنه يعرف يقينا أي جواب الا "الراسخون في العلم
السياسي" .. وما يلاحظ أن كل من يواجه السؤال من معسكر السلطة والمعارضة لا
يعطي جوابا قاطعا عن سبب تأخر الحسم وتبدو عليه الحيرة أحيانا مما يزيد في
الحيرة ..خاصة وأن الجميع يدرك مدى قوة السلطة عسكريا التي لن تحتاج إلى
كبير عناء لإلحاق هزيمة ماحقة بالمسلحين خلال أيام..
فيما يخص السؤال الأول المتعلق بروسيا، فان من يطرحه ليس هو الجانب الرسمي
السوري بل هو معسكر الشر الخليجي الاستانبولي .. والغاية منه ابقاء
الوطنيين السوريين والشارع السوري في حالة ذعر وهو الذي يمور بالتفاؤل بعد
ثبات الدولة السورية في وجه أعنف هجوم عالمي إعلامي- سياسي- إرهابي على
دولة .. فتركيز محور الشر على هذا السؤال هو لإبقاء المواطن السوري قلقا
وينظر إلى الخلف لحماية ظهره وليس إلى الأمام لمواجهة الأشرار والمشكلة
الرئيسية .. وبالطبع لاشاعة الاحباط والتشجيع على النجاة من سفينة
"تايتانيك" الغارقة .. وكذلك يروّج الثورجيون تلك الاحتمالات لإبقاء
القيادة السورية وجمهورها متوترا ويفكر في تقديم تنازلات وطنية في
المفاوضات السرية (التي تجري الآن بصمت مع السوريين كما يعتقد) خوفا من
مفاجأة تغير روسية تقلب المعادلة على السوريين في آخر لحظة .. خاصة بعد أن
تبين أن روسيا تمسك بلجام الغرب وتشده بقوة بعيدا عن سورية..
إعلام الثورجيين والعربان لا يستحي طبعا ولا يعنيه أن احتقره المشاهد
السوري لأن هذا الإعلام توقع انقلابا روسيا في كل يوم منذ عدة أشهر .. حتى
أن أحد المعلقين رد ساخرا على هذه القراءة الساذجة بالقول: المعارضون
وحلفاؤهم قد وصلوا إلى حال يرثى لها في تمنياتهم بشأن روسيا.. ومن يستمع
لنبوءاتهم يعتقد أن روسيا ستقرر احتلال سوريا بنفسها .. وأن الأسطول الروسي
وحاملة الطائرات قبالة طرطوس جاؤوا لإنزال قوات برية للغزو الروسي
لسوريا..!!
بالتأكيد يستغل الإعلام "المراهق" بعض المقولات ويجترّها ليل نهار من مثل
أن روسيا باعت العراق وليبيا ... وروسيا في النهاية تبحث عن مصالحها .. بل
ان الطبال عبد الباري عطوان كلف نفسه وساهم في قرع الطبول وحمل هذه
"البطيخة" من قبل الصحافة الإسرائيلية بترويج فكرة أن الروس في النهاية
سيبيعون من أجل مصالحهم قبل كل شيء .. وقد غاب عن هذا الصحفي الطبال وغيره -
الذي لم تصدق نبوءة واحدة له حتى اليوم - ان روسيا في إصرارها على دعم
السلطة السورية تدعم مصالحها هي في بقاء نظام الحكم الحالي وان كل البدائل
ستجعل روسيا نفسها متسولة لمصالحها في الشرق..
الاعلام "الرشيد" الخليجي لا يستحي حتى من تذكيرنا واستغلال تجربتنا مؤخرا
من طعن بعض الأصدقاء ويريدنا أن نؤمن أن الروس سيطعنوننا في الظهر كما فعل
الآخرون باعتبار أن كل من كانوا أصدقاء طعنونا في الظهر من صغيرهم حمد إلى
كبيرهم أردوغان مرورا بصبيان لبنان وملوك رقصة العرضة بالسيوف السعودية..
لابد أن نعترف الآن ان الشخص الوحيد الذي فاجأنا هو أردوغان أما حمد وصبيان
لبنان مثل سعدو وجنبلاط فتاريخهم لايدل على أن لهم أخلاق الفرسان بل هم لا
يجيدون الا الغدر .. وأمثال وليد بيك جنبلاط لم نعتبر طعنتهم غير متوقعة
بل في الحقيقة ما فاجأنا هو تأخر وليد بيك في إخراج نصل خنجره من غمده..
والقياديون السورين كانوا يرون بأطراف أعينهم تحركات ظلال جنبلاط على الأرض
خلفهم .. ويتمتمون في كل مرة: يا الله !! هل هذا هو فعلا ابن كمال جنبلاط
الذي يقال أنه وطني يريد إعلاء منطق الفروسية وقيم الموحدين؟؟
يكثر الثورجيون من النظر إلى روسيا ومن أخذنا عنوة لنرى معهم مسرحية من
الخيال السياسي اسمها (حتى أنت يابوتين؟) .. لكن لا أدري لماذا ينسى
الثورجيون ظهورهم .. ولا يلتفتون .. فهناك مرشح بينهم للانقلاب عليهم وهو
ان انقلب انتهت كل اللعبة .. انه تركيا ..ومن هنا يمكن تفسير تلكؤ السوريين
في الحسم العسكري الذي يحير الجميع ..فكيف ذلك؟؟
في الحقيقة هناك بعض الهمس الخفيف بين مراقبين غربيين متابعين "للربيع
العربي" وصلتني شذرات من آرائهم عبر الايميل من خلال سؤالين وجهتهما لهم
..الأول: عن احتمال انهيار النظام في سوريا إذا ما تغيرت المعادلة بغياب
العامل الروسي ..والثاني عن تفسير الغموض في موقف الدولة السورية من الحسم
العسكري !! .. فعادت جميع الأجوبة تقول انه لا توجد أية مؤشرات قوية تؤدي
لانهيار النظام .. وبالطبع لادلائل على تغير الروس .. بل على النقيض ..ان
تحت السطح مايعاكس ذلك..
تقول هذه الآراء ان لا حيرة في الإجابة عن سؤال الحسم العسكري ..فالسوريون
لديهم كل الإمكانيات للحسم ..لكن من الواضح أنهم ينتظرون مفاجأة ..أو
يعملون على انتاج مفاجأة ..وهم يتصرفون بنفس خطوات الخصم الذي يريد احداث
خرق في الموقف الروسي ..لكنهم كما يبدو يعملون على إحداث خرق في المعسكر
المناوئ لهم ..وحظوظهم في ذلك أوفر .. اما لماذا فان تقدير الدولة السورية
هو ان "ما يمكنك تقطيعه بالملعقة لا تقطعه بالساطور" .. وهم مهتمون جدا بأن
يتم شلّ المعارضة المسلحة بدل تصفيتها دمويا ..فالسوريون لايفضّلون "حماة"
ثانية ولا "عنف الثمانينات" ولا طريقة عبد الحليم خدام ورفعت الأسد، خاصة
ان المسلحين يتمترسون في أحياء سكنية .. بالطبع يعمل السوريون على اختراق
المسلحين استخباراتيا بعناية، في الوقت الذي تظهر فيه دلائل على أن هناك
جهدا لإحداث خرق يشل المسلحين تماما ويشكل حالة صدمة للمعارضة يتمثل في
غياب قوة رئيسية داعمة!!
الاختراق العسكري صار واضحا فأحد التقارير التركية يشير إلى صورة أحد مسلحي
الجيش "الحر" الذي ظهر في احدى اللقطات يرفع شارة النصر كان أحد الذين
ألقي القبض عليهم سابقا بتهمة حمل السلاح وأطلق سراحه وهناك تحذيرات من أن
هناك كثيرين ممن تم تجنيدهم في المعتقلات لصالح الاستخبارات السورية تم
زرعهم في مفاصل المسلحين ..وعملية الاستئصال ناضجة معلوماتيا الآن على
الأقل..
أما بخصوص تغييب إحدى القوى الرئيسية المساندة للمعارضة فتقول تفاصيل هذه
الآراء أنه فيما يتطلع التحالف المناهض لسوريا لإحداث خرق في موقف روسيا
ليكون بداية النهاية في اللعبة السورية فان على هذا التحالف ان ينظر خلفه
قليلا.. فربما وجد أحد الحلفاء للمعارضة قد "كوّع" .. فاللاعب التركي مثلا
يبدو متلكئا عن متابعة المشهد واستئناف المباراة ..بعبارة أخرى ليست روسيا
هي التي ستنقلب وتغير اتجاه الأحداث .. بل تركيا هي المرشحة أكثر بكثير
للانقلاب على مواقفها السابقة ..والمتابع لما يقوله الصحفيون الأتراك مثل
علي بولاتش في صحيفة "زمان" الموالية لحزب العدالة والتنمية وابراهيم قره
غول وعاكف ايمري يمكن أن يهرش رأسه قليلا في حيرة ..وربما هز رأسه بعد ذلك
موافقا..
وقد لفت أحد الردود نظري إلى تصريحات طازجة لعلي أكبر ولايتي كبير مستشاري
الأمام علي الخامنئي في الشؤون الخارجية وفيها تحدث بودّ عن تركيا وأن
"الأصدقاء" الأتراك يراجعون مواقفهم ..!! وهذا رجل لا يتحدث هراء ولا يمنح
الصداقة جزافا..
يبدو الأمر صعبا قليلا .. ولكن في رأي هؤلاء المراقبين فان تركيا كانت رأس
الحربة الرئيسي في المشروع ضد سوريا غير أن حساباتها تعثرت كثيرا ولم يسقط
الأسد في الأسابيع الأولى كما توقعت (أو كما زيّن لها) رغم كل التهديدات
والضغوط والعنتريات التركية .. والأزمات بين الدول المتجاورة قد تحتمل
عداوة باردة لسنوات وعقود كما هو الحال عبر التاريخ لكنها لا تحتمل سخونة
متواصلة وحرائق إلا لشهور معدودة خاصة في غياب قدرة من الطرفين على بقاء
العيش في الحريق ..بل انه حتى الحروب الطويلة تمر بفترات برود واستراحة ..
والأزمة السورية التركية تجاوزت تلك المرحلة ويجب أن تصل إلى استقرار
..وبرود النار
الأتراك صاروا الآن يعرفون أن الاستمرار في اللعبة ورطة وأن الرهان على
الحصان الخاسر ليس "شطارة" .. وهم يعرفون أن رسائل إيرانية وروسية صارمة قد
وصلت إليهم وان كل الدعم من الغرب تبخر .. والأهم أن رسالة الشعب السوري
كانت الأكثر حسما ورآها القياديون الأتراك حيث وصل هدير ساحة الأمويين إلى
قلب مكتب أردوغان حتى اهتزت صورة كمال أتاتورك على الحائط من صدى الحناجر
السورية الغاضبة .. أي أن الأتراك اكتشفوا أنهم سيحاربون نيابة عن الآخرين
وسيعيشون على حدود الحرائق وربما يلسعهم اللهيب ..علاوة على ذلك فان الأسد
لن يطيل سكوته ويستطيع ببساطة إطلاق حرب عصابات في تركيا ردا على عصابات
الإخوان القادمة من حدود تركيا ..لتنتقل الحرائق إلى تركيا
في تقدير هؤلاء المحللين يلاحظ أن المسؤولين السوريين يتوقفون كثيرا عند
كلمة "الحل السياسي" .. وربما ما يقصدون ليس الحل السياسي عبر حل مع
المعارضة الخارجية –التي سقطت وطنيا ولا دور لهت في الأزمة الا دور
الكومبارس- بل عبر حل مع دول "المحور المتآمر" .. ولا تبدو لهجة السياسيين
السوريين متحمسة للحسم العسكري حتى وان ذكرها الرجل الهادئ وليد المعلم ..
فالحسم السوري تردد بسبب اتصالات ووساطات تريد سحب تركيا من المشروع ..
وانسحاب تركيا هو الضربة القاضية للمعارضة ومشروع قطر والسعودية .. والسوري
يدرك أن انسحاب تركيا يشبه ما يسمى "بقتل الثؤلول الأم" وانقطاع الشريان
المغذي للتمرد .. وسيسقط التمرد المسلح بالتالي نفسيا وعسكريا .. وستكون
هناك ضربة نفسية خاصة اذا تمت مقايضة أسرى أتراك برأس رياض الأسعد .. حيث
يتردد في بعض الأوساط أن هناك أسرى أتراك لم يظهرهم الاعلام السوري تلبية
لرغبة تركية ..ويعرض الأتراك المساعدة في إطلاق سراح الإيرانيين المخطوفين
مقابل الأتراك الضباط (الايرانيون اختطفوا لهذه الغاية) .. لكن السوريين
يريدون إلى جانب إطلاق الإيرانيين رأس رياض الأسعد وبعض الرؤوس الأخرى
(؟؟؟).. ليس لأن الأسعد عقل عسكري عملاق وليس لأنه يشكل خطرا عسكريا .. بل
لأن الخيانة في العقيدة العسكرية السورية لا تغتفر .. وقد تجرأ الأسعد على
ارتكاب الخيانة ..وهذا مالا يقبله الجيش السوري وقيادته..
القضية محرجة جدا للأتراك وصعبة الإخراج رغم أنها ليست مستحيلة منذ أن قيل
ان حسين الهرموش قد تمت مقايضته .. وقد يكون السيناريو المقترح بتصفية
الأسعد وبعض زملائه بافتعال معركة داخلية في الجيش الحر أو نسفه كليا
والادعاء أن عملاء المخابرات السورية اغتالوه .. بل إن أحد المعلقين لم
يستبعد أن المسلحين المتسللين من تركيا الذين يجدون القوات السورية
بانتظارهم وتتربص بهم وتقتلهم بالعشرات على الحدود التركية يتم التخلص منهم
بالتدريج عبر اتفاق بين السوريين والأتراك بتزويد السوريين بكل معلومات
تحركهم وقنواتهم ليتم اصطيادهم على الحدود في الشراك السورية.. وبذلك تتخلص
تركيا تدريجيا من هذا العبء دون إحراج نفسها..
وما يلفت النظر أنه بالرغم من تصريحات أوغلو فلاشك أن العنتريات التركية
تراجعت نسبيا ..والسوريون لا يعنيهم بقاء جماعة استانبول تمارس نشاطها
السياسي وثرثراتها في ضيافة أردوغان الذي يقدم لهم القهوة التركية فهي في
النهاية عبء على تركيا طالما أنها فشلت في الوصول إلى السلطة في سورية
وربما لن يطول الوقت حتى تتذمر القيادة التركية من تواجدهم .. بل ان ما
يعني السوريين هو قطع تركيا لصلتها بالمسلحين ومساعدتها على التخلص منهم
بهدوء .. وعدم إيوائهم في معسكراتها ..ومما يشاع الآن أن الحسابات المالية
للجيش الحر في تركيا تتعرض لما يشبه الإغلاق والحصار..
ان انسحاب تركيا الذي يتوقعه البعض هو أمر لا مفر منه لمصلحة تركيا قبل كل
شيء.. التي في النهاية تريد مصالحها وليس مصالح برهان غليون وبسمة
قضماني..أما انقلاب روسيا فهو محتمل جدا .. ولكن في حالة واحدة فقط .. هي
عندما يتراجع شاطئ البحر المتوسط الشرقي إلى حدود ايطاليا!!!..
ويعتقد هؤلاء أن العرب (القطريين والسعوديين) يراقبون بقلق تململ تركيا
وربما يتناهى إلى مسامعهم شيء عن انقلاب تركي ..وهم يريدون الإمساك بتركيا
وإقناعها بالاستمرار قبل أن تنزلق من أيديهم .. فسارعوا لذلك إلى دفع
القضية السورية إلى مجلس الأمن وأوقفوا بسرعة عمل مراقبي الجامعة العربية
.. بل وأعلنوا صراحة استعدادهم لتمويل المسلحين وشددوا من أوامر تحريك
مجموعات القتلة في المدن السورية لاستفزاز النظام ليقوم بعمل عنيف يفضي إلى
تدهور الأحداث بشكل ما أو انطلاق حرب أهلية مما يعطي أملا لتركيا بالبقاء
مع محور المؤامرة..
النظام يعتقد انه يهز العصا الغليظة الآن للمسلحين وينظر في نفس الوقت إلى
تركيا التي ستحدد مصيرهم ..!! وهي بذلك لن تعيد بناء سفنها التي احترقت في
دمشق بل على الأقل لن تحرق ما بقي من السفن التي قد يقودها حزب آخر وتركي
آخر في رحلة "الغفران" .. ويرى هؤلاء الخبراء أن الأسد جاهز تماما للحسم
وبدأ التحرك وهو لا يستطيع انتظار المفاجأة إلى مالا نهاية .. بل إن التلكؤ
بالحسم قد يفقده قيمة الانجاز إذا ما تأخر ..الأتراك بدورهم ينتظرون
ليقرروا .. وإذا ما قرر الأتراك الصفقة فلن يبقى للمسلحين سوى شمال لبنان
من ملجأ .. واذا ما تجمعوا هناك .. كانت نهايتهم... والمنطقة كلها تنتظر
الصفقة السورية التركية اذا ما تمت ..حتى مصر صار كثير من جمهورها مقتنعا
أن مصير ومستقبل مصر مرتبط بأحداث سوريا ..فسقوط سوريا سيعني ان مصر أقبلت
على التفكك مثل سوريا .. واذا نهضت سوريا أنهضت معها مصر وأنقذتها من مصير
التفكك..ولذلك لاقت جهود الإسلاميين المصريين في اظهار الدعم والتأييد
للثورة السورية في المظاهرات الاحتفالية الأخيرة بعض الفتور من الجمهور
المصري المتابع..
في الحقيقة لاأستطيع تحديد اين تكمن القوة او الضعف في هذه الآراء وفي
فرضية انقلاب تركيا .. فهي اجتهادات متابعين وباحثين في الشأن السياسي من
وجهة نظر غربية محايدة ..لكن من الملاحظ أن صوت تركيا في بداية الأزمة كان
عاليا ومصحوبا بالضجيج فيما كان صوت روسيا هادئا .. ثم حدث تبدل منذ الفيتو
الرورسي حيث ارتفع صوت روسيا وخفت صوت تركيا .. مما يجعلني أكثر ميلا
للاعتقاد أن مالم يتوقعه الثورجيون هو مفاجأة ليست في انقلاب روسي بل ربما
في انقلاب تركي ..هذا الانقلاب الذي انعكس في صوت أحد الثورجيين الذين
استمعت اليه وهو في مجلس خاص يكيل السباب المقذع وأبذأ البذاءات بحق تركيا
وأردوغان..
وهنا فإنني أطرح سؤالا مشروعا:
لماذا تفتش روسيا عن مصالحها ولا تفعل تركيا ذلك؟ أي ماالمانع من حدوث هذا
الاتجاه لدى أردوغان فينقلب الرجل على المعارضة السورية؟ لاتقولوا لي ان
أردوغان رجل لايبيع ولايغير كلمته وأنه قد أمسك "شنباته" عندما تعهد بدعم
البلطجيين والمهربين السوريين وسماهم ثوارا..لاتثقوا به كثيرا فمن يطعن
بشار الأسد وشعب بشار الأسد بهذه الطريقة الرخيصة سيطعن الثورجيين
والاستانبوليين .. وبرهان وبسمة ..وشقفة وطيفور .. وحمد وعرعور
..واللاذقاني وجعارة وعبد النور ..وكل ثورجي وطرطور .. وسيكون موقف
الثورجية مضحكا وهم عراة من غير الطربوش والشروال التركي..
انها الكوميديا الإلهية التي بدأها حمد وأردوغان والتي قد ينهيها أردوغان
نفسه بنسختها العربية الأصلية للمعري أي "برسالة الغفران" .. وستنقلب عندها
الكوميديا الإلهية برأيي .. إلى العناية الإلهية ..وصدق من قال ...سورية
..الله ...حاميها ..
( الأربعاء 2012/02/ SyriaNow)
عاشق سورية الاسد- الإدارة
-
مدينتك : طرطوس الاسد
عدد المساهمات : 645
مواضيع مماثلة
» الانعطافات السورية... أردوغان وقارئة الفنجان؟::بقلم: نارام سرجون
» مساهمات القراء: مازلنا صامدين - بقلم: فريال مقدسي من بقلم: نارام سرجون
» كتب نارام سرجون
» مساهمات القراء: مازلنا صامدين - بقلم: فريال مقدسي من بقلم: نارام سرجون
» كتب نارام سرجون
دوير المليحة جنات ع مد النظر :: دوير المليحة العــــــــــــــــــام :: منتـــــــــدى السياسة و الإقتصاد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد سبتمبر 21, 2014 10:31 pm من طرف ميمي
» دفتر حضور يومي
الأحد سبتمبر 21, 2014 10:18 pm من طرف ميمي
» العملية الجنسية
الإثنين أغسطس 12, 2013 1:49 am من طرف emadTarraf
» فوائد البوسة
الإثنين أغسطس 12, 2013 1:37 am من طرف emadTarraf
» الشهيد البطل رائد عبدو ديب
الإثنين يونيو 03, 2013 4:13 am من طرف hadideeb
» فن تعري الزوجات أمام أزواجهن ** منقول للفائدة
الأحد مارس 03, 2013 4:05 pm من طرف kaouthar
» الرجل يحب أربع أنواع من النساء!!!
السبت مارس 02, 2013 3:13 pm من طرف kaouthar
» صوت العقل
الثلاثاء يناير 01, 2013 12:09 am من طرف hadideeb
» للطفل مريض السكر
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:53 am من طرف عمرالفولي
» أمراض الأطفال حديثي الولادة
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:50 am من طرف عمرالفولي
» رعاية الأطفال المعاقين عقليا .....
الخميس أكتوبر 18, 2012 5:47 am من طرف عمرالفولي
» من النيل الى الفرات ... شرح بسيط جداً جداً
السبت أكتوبر 13, 2012 12:46 am من طرف hadideeb
» بعض من مواصفات الإرهابي
السبت أكتوبر 13, 2012 12:44 am من طرف hadideeb
» مندس يحكي وعاقل يسمع
السبت أكتوبر 13, 2012 12:44 am من طرف hadideeb
» مرحبا
السبت أكتوبر 13, 2012 12:14 am من طرف hadideeb
» كاتبة فرنسية تطالب بمحاكمة الصهيوني برنار هنري ليفي أمام محكمة لاهاي
الإثنين سبتمبر 17, 2012 7:22 am من طرف الكوتش2
» الاخضر الابراهيمي يوجه صفعة لرئيس وزراء قطر
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:32 am من طرف الكوتش2
» عاجل | فجرت بطلة الفيلم المسيء للرسول سيندي لي غارسيا مفاجأة من العيار الثقيل
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:25 am من طرف الكوتش2
» فشة قهر...الا محمد
الأحد سبتمبر 16, 2012 9:22 am من طرف الكوتش2
» حرب الاسكات … ماذا يحضرون الى سوريا ؟
الخميس سبتمبر 06, 2012 3:59 am من طرف عاشق سورية الاسد
» تدهور صحة أمير مشيخة قطر.. وامريكا تشرف على نقل السلطة الى ولي العهد
الأربعاء أغسطس 29, 2012 5:04 am من طرف عاشق سورية الاسد
» حماس.. ياوردة سوداء في ذاكرتي.. ويا وردة سوداء في أفواه البنادق إني أريد أن أزرع ذاكرتي بشقيق النعمان الأحمر.. وأن أهدي للبنادق.. مقابض السنديان وأن أغسل حزنها بالنار فوداعاً.. ياحماس
الأربعاء أغسطس 29, 2012 5:00 am من طرف عاشق سورية الاسد
» كشفت وكالة أوتكا الروسية وثيقة سرية سربها أحد الجواسيس الروس في البيت الأبيض النقاب عن أكبر عملية اختراق و تسلل معلوماتي في القرن الحادي و العشرين...
الأربعاء أغسطس 29, 2012 4:56 am من طرف عاشق سورية الاسد
» رسالة موجهة إلى تنظيم القاعدة وجماعة إخوان الشياطين
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:54 am من طرف عاشق سورية الاسد
» وليد المعلم يتهم واشنطن بتشجيع مقاتلي المعارضة السورية
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:40 am من طرف عاشق سورية الاسد
» المطران حنا: سنبقى مع سورية مهما كثر المتآمرون والمتخاذلون
الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:27 am من طرف عاشق سورية الاسد
» لا تقلقي اسرائيل ..؟؟
الجمعة أغسطس 24, 2012 8:31 am من طرف عاشق سورية الاسد
» دمشق تُعطي أوامر لسلاح صواريخها المُذخّر بالرمي على أهدافه الإقليمية
الجمعة أغسطس 24, 2012 5:57 am من طرف عاشق سورية الاسد
» المقالة الشكسبيرية : يوليوس قيصر الدمشقي لايعبأ بمزامير سفر المزامير
الخميس أغسطس 23, 2012 9:41 pm من طرف عاشق سورية الاسد
» هل يعيد الإعتذار الشرف للغانيات ......
الخميس أغسطس 23, 2012 5:06 am من طرف عاشق سورية الاسد
» .. الراحلون من التاريخ .. "بقلم : جو غانم"
الثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:57 pm من طرف عاشق سورية الاسد
» الأخوان المسلمون يتهمون العميد مصطفى الشيخ بتسريب أخبارهم لـ"الحقيقة" ويتحضرون لاغتياله!؟
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:52 am من طرف عاشق سورية الاسد
» الفيغارو : تفاجئنا بمعنويات الجيش العربي السوري
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:40 am من طرف عاشق سورية الاسد
» الجيش العربي السوري ادهش العالم واسرائيل بعد تفجير الامن القومي
الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:12 am من طرف عاشق سورية الاسد
» "دبكا": أنباء عن اغتيال رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان
الأربعاء أغسطس 01, 2012 6:55 am من طرف عاشق سورية الاسد