لقاء مع الاستاذ علي نفنوف

جماهيري لافت , كان لنا هذا الحوار لي ولمثلي لم يتعرف بعد للاسم والصفة , ماذا يقول علي نفنوف عن حياته الشخصية ؟ - ماذا أقول عن نفسي 000 وهو السؤال الصعب الذي أحاول عدم سلوكه أو الاقتراب منه ولكن ببساطة أنا إنسان عادي جداً من مواليد قرية الجعفريات مقيم في صافيتا أعمل كمراسل صحفي لبعض الصحف والمجلات , وحالياً أعمل كمحرر في مجلة عمريت متزوج وأب لثلاث بنات ( تيما وغزل ومحار ) مشكلتي الوحيدة هي ولعي وعشقي للتأمل الذي يأخذ مني الكثير . - لكل منا مهنة وهواية وبينهما مساحات من الملل أو الاشغال حتى عن حق الأسرة في الاستجمام , ماذا يقول الصحفي والفنان علي نفنوف ؟ - أمارس هوايتي ومهنتي على حسابي الشخصي قدر الامكان ولا أحمّل أسرتي أعباء هواياتي وأحاول أن أتقمص الحيادية حيال ذلك ولكن قد لا أفلح لأن مهنتنا كصحفيين مهنة التعب الجميل أما التصوير فهي من الهوايات المكلفة ويلزمها الوقت والمال والتأمل. - أنا كمعلم وسؤالي من بيئتي المهنية : ماذا تفضل الاسم أم الفعل , وأين موقع الحرف في الميدان الصحفي ؟ الانسان معروف ومعروف بعمله فانجازاتنا هي التي تمنحنا الاسم والصفة , والزمن هو الكفيل بتحديد الهوية أما موقع الحرف فهو راحتي وفضائي وحريتي . - أنا كمشاهد معرض التصوير الضوئي وكأي معرض .. فكرة .. إعداداً .. كلفة .. تكليفاً .. تقويماً , أفض علينا حول لوحاتك الصادرة عن يد من الأيدي المضيئة في بلدي ؟ أما الآن وقد أمتعني سؤالك لأن التصوير الضوئي هو قلقي وفرحي وحزني وألقي ومرآتي وذاتي ومعرضنا هذا هو رسالة إلى الجميع لإحياء ثقافة الصورة , ما تحويه من مغزى ودلالات ولأنها اليوم هي لغة العصر الأقوى فجميعنا يعلم ويتذكر صورة الشهيد محمد درّة وما تركت للعالم من أثر وأما عن لوحاتي فلا أود أن أبوح بأي شيء عنها وأريد لها أن تعبر عن ذاتها ولكن أريد إن أقول إن المعرض تم إعداده بطريقة مختلفة كلياً وبرؤية جديدة . الفن رسالة الأفراد والشعوب والحضارات نحو المستقبل وقد يأتي بمعنى مرتبة الشخص في مهنته والملاحظ أنت من الأسرة الاشتقاقية للمعنيين ماذا يأمل الفنان علي من الفن كمساحة اهتمام ؟ الفن هو انعكاس لذاتنا وهو تعبير وتجسيد لتطلعاتنا , وآفاق مستقبل يسودها الخير والجمال , وطبعاً في النهاية يتمحور في البحث عن مواطن الجمال , ولأننا كبشر معذبون في الأرض أقول كفانا صور مؤلمة ولزاماً علينا أن نستبدل التعب والشقاء بلوحات الجمال وما أكثرها في سورية الجميلة . - قلتها في مدخل استقبال المعرض ( نحن لا نصنع الجمال , إنما نقدم الجمال الموجود أمام ناظريكم وبين أيديكم بطريقة أخرى ) هذا دليل أنك من فريق عمل جماعي حبذا مزيداً من الإغناء ؟ - نعم نحن لا نصنع الجمال الجمال صناعة الخالق عز وجل فهو الجميل وهو من يحب الجمال ولكن نقدم هذا الجمال إلى القارئ بطريقة مختلفة ... لأننا لم نأتِ بشيء غير معروف أو مألوف فالشجرة اليابسة جميعنا يعبرها دون اهتمام , وكأننا نسينا أن الشجرة هي رمز الشموخ لأنها تموت وهي واقفة وأيضاً جميعنا بات يكره الشمعة لأنها رمز انقطاع التيار الكهربائي ولكن نحن قدمناها على أنها الإنارة المنبعثة من الداخل وذلك عبر تشكيل معين بحيث أصبحت تحفة فنية ونحن كما ذكرت نعمل كفريق واحد وإيماناً منا بروح التعاون قررنا تأسيس نادٍ باسم نادي طرطوس للتصوير الضوئي ونحن بانتظار الموافقات اللازمة لنقوم بتطوير العمل الأهلي والتشاركي 0 - في مقدمة لوحاتك صافيتا تستحم من ضوء الشمس , وصافيتا وهي تبدد العتمة بضوئها المقتبس من الحركة التصحيحية , نريد أن نرى صافيتا في كل الفصول بوجدان الفنان علي نفنوف ؟ صافيتا هي جزء مني كما أنا جزء منها والعلاقة العضوية بيني وبينها عصية عن الزوال وهي فرحي وقلقي وذاكرتي وعلامتي الفارقة ولأن الفنان ابن بيئته كان لزاماً علي أن أقدم صافيتا بكل طقوسها وإن شاء الله في مرات قادمة سوف نخصص معرضاً عن صافيتا , وهي تستحق ذلك لما فيها من جمال وبيئة أنيقة . - الشجرة المقطوعة .... المنتصبة بعناد ... مصرة على الحياة منفردة أو بجوار الغابة الواعدة وحتى في المياه خلف جراحها المزمنة ألف قصة وقصة حبذا معرفة العنوان ؟ أشجارنا المرصودة التي امتدت إليها الفؤوس لتقطعها أردنا أن ندافع عنها ونقول إنها صامدة تعانق الغيم وتحنو لليمام وتستقبل زغاريد الحسون والشحرور وهي مصدر الشموخ التي ذكرتها سابقاً بأنها تموت وهي واقفة - الفنان نبع الجمال وصديق الانسان والزهر والفراش والحيوان الزاحف والطائر أحب بيته في السماء , أريد بقلمك التعرف على النزعة الانسانية للفنان بين الموجودات ؟ - الكائنات التي تحدثت عنها هي جزء من البيئة والمحيط وهي فسيفساء الجمال فلولا الزهرة لما كانت الفراشة ولولا الماء ما كان اليخضور المهم في الموضوع إن القصة متكاملة والله عز وجل لم يخلق شيئاً إلا خدمة للإنسانية والجمال . - أبريق المتة بين فكين من الصخور البازلتية وطنجرة الألمنيوم البائسة المعسوسة الرأس 000 رسالة من الفنان إلى التقانة والرفاهية نريد المزيد ؟ - طبعا اللوحات التراثية ليس دعوة للوراء بل استذكار للماضي للاعتزاز به والعودة التي نرجوها هي العودة بالمعنى الايجابي في ظل طغيان تقنيات التكنولوجيا وافتقارنا لنكهة البراءة . - الأوراق اليابسة , الملقاة من ذات الشجرة لاقت رعاية الفنان , ماذا تقول من خلالها ؟ - الخريف ليس يابساً كما تقول , الخريف هو موسم اغتسال الطبيعة وهو مبشر التجديد والتألق وعرض صور اليابس ليس إلا لحمايتها من الاندثار وما صورة الشهيد إلا حياة والورقة اليابسة هي الشهيد البيئي التي نذرت نفسها من أجل التألق والجمال واستكمالاً لمسيرة الحياة . بعد ساعة تأمل صنعت منها أسئلتي وأضافت إجابتك بريقها أقولها إكباراً وإعجاباً بأبناء هذا البلد المعطاء وتقديراً لانجاز من آلاف الانجازات للحركة التصحيحية التي لامست حجرة أساس لمدرسة التصحيح السرمدية !! حاولت أن أدخل اللوحات معيار التفضيل وفشلت لأقول : كلها لوحات فاضلة , تستحقها صافيتا الحاضرة بين الحاضرات في الحضارة القديمة - الحديثة الأبدية سورية الأسد

"علي نفنوف": التصوير الضوئي- لوحات طبيعية لها كلماتها

اسماعيل خليل

الأحد 08 آذار 2009

عندما يتعلق الفن بالطبيعة، فمن دون شكّ أنّ لديها الكثير لتقوله، وفي معظم الحالات لا تكفي مفردات لغتنا للتعبير عن هذا الفن. من هنا كان اهتمام الكثيرين من هواة ومختصين، ومنهم الفنان "علي نفنوف"




الذي نالت لوحاته إعجاب وتقدير كل من زار معارضه أو شاهد بعضاً من صوره.

eSyria التقاه في مقر إقامته بمدينة "صافيتا" بتاريخ 28/2/2009 ، وكان لنا معه الحوار التالي:



* كيف كانت البداية؟

** «ما أصعب البداية.. هي فلسفة الخوف من المجهول أو الإقدام على أشياء صعبة، ولكن بتوفر الإرادة والحب لأي عمل نقوم به يتم أنسنة الخوف.

وبالتالي عندما أستوطنتني رغبة الكتابة لم أكن أمتثل لعالم الخوف ورغباته، ولكن وحده كان القلق داء الكتابة ودواءها.

أما فيما بعد وبعد تجربة مع الكتابة أصبحت أكثر خوفاً مما بدأت حتى أجهدت نفسي لتأنيق الصورة الكلامية لتعانقها صورة فوتوغرافية ونحن نعي

تماما ما تحمل الصورة من معان ودلالات في عملنا الإعلامي، لذلك كان اهتمامي بالصورتين وكلاهما لخدمة الخير والحب والجمال».

* ما الدافع إلى التخصص بشكل أكبر بالتصوير الضوئي؟

** «للصورة معان ودلالات وأنا أقدر جيداً تلك المعاني راغباً بتوظيفها في البحث والتقصي عن مكامن الخلود والجمال، وما كتابتنا عن الفساد مثلاً إلا محاولة

منا في




البحث عن تلك القيم النبيلة، ولكن التصوير هو هاجسي وقلقي وفرحي وألقي، وكما يقال أنّ التصوير هو اصطياد اللحظة فأبدأ من هنا لأقول إن الصياد

تنتهي هوايته بانتهاء رحلة الصيد، أما المصور فتبقى رحلته خالدة بخلود ما يلتقط لذلك أمارس التصوير كحالة عشق ضوئية.. سرمدية.. تخبو في

الظلّ لتتفتح تحت الشمس وأحياناً تتألق من مؤانسة الظل للضوء وعشقهما أيضا».

* مفردات صورك، الطبيعة، لو تحدثنا عنها.

** «الطبيعة هي ملاذ روحي الهائمة والمحرضة لهذا الفن في نفسي.. فأجمل لوحاتنا هي تلك المفردات الموجودة في الطبيعة سواء أكانت مناظر خلابة أو

أشياء عادية مهملة نعبرها دون اهتمام، ربما نقوم بتصويرها بطريقة مختلفة بحيث نحولها من شيء عادي إلى لوحة جمالية تدعوك للتأمل والتفكر، فليست الأشواك

كلها تداس ولا الصخور رمز العناد في مفردات المصور أحيانا، ولكن من تناغم النرجس للصخور أحياناً تكتب قصيدة بلوحة التقطتها عدسة ذات يوم».

* تتميز لوحاتك بالحركة، ما سبب ذلك؟

** «الجملة الإنشائية لتحصل على سرّها لابد لك من استخدام حركات اللغة فكيف




للصورة التي يكاد يطلب منها أن تنطق؟! لابدّ إذاً من الاهتمام بالحركة لإعطاء العمل

الفنّي قوته وقربه إلى القلوب لا بل دخوله القلوب دونما عناء.

ولكن تقنياً أقول إن مقومات الصورة الجميلة هي بحصولها على قدرٍ كافٍ من الضوء والظلّ والحركة، ونحن نتجه نحو خصوصية جديدة في فن الضوء حيث الجزئيات

موضع اهتمامٍ وبحثٍ وتقصٍ، والحركة هي العلامة الفارقة أو ما نصبو إلى أن يكون علامتنا الفارقة».

* ماذا عن شريككم في الإنجاز "الكاميرا"؟

«الكاميرا هي العاشقة الوحيدة التي أحبها بحنو كما تحبني لأنها تمتثل لنزوات ورغبات عيني فهي رفيقة دربي.. ورحلاتي.. وعملي الصحفي، كما هي رفيقة

قلقي وهاجسي في البحث عن مواطن الجمال، ولكن لا أنكر أن للتقنية دور هام في إنجاز وإنجاح ما يلبي طموحاتنا لذلك أستخدم كاميرات "النيكون" بعدساتها المختلفة لتناسب

كل لقطة على حدة، وفي هذا المجال أقول إن كلف التصوير سابقاً جعلت هذه الهواية هواية الأرستقراطيين والأغنياء حتى سميت هواية الملوك، أما اليوم وبعد انتشار الكاميرات

الرقمية أصبحت هذه الهواية متاحة



شهادة تقدير


للجميع نظراً لخياراتها الواسعة حيث تتيح اختيار الأفضل فيما نلتقط ونمحو ما نشاء دون أية كلفة».

* ما خصوصية معرض "لمسات ضوئية" الذي أقمته مؤخراً؟

** «معرض "لمسات ضوئية" هو واحد من سلسلة معارض أقوم بها بالتعاون مع كل من زملائي "مدين ابراهيم" و"حسام ديب"، وهو نمط جديد ولون آخر من

ألوان التصوير الضوئي، ولكن كان لمعرض "لمسات ضوئية" أثرٌ كبير في مسيرتنا نظراً للحضور الواسع له من قبل المهتمين والنقاد والإعلاميين ومحبّي هذا الفن الذين تفاجأنا

بأعدادهم، حيث تبلور هذا الأثر في خوف وقلق إضافي تم تجيير هذا الخوف وهذا القلق إلى العمل أكثر والبحث خدمة للفن والضوء».

* كيف تعرف لنا نفسك من خلال صورة كلامية يلتقطها قلمك وأنت الصحفي؟

** «ما أصعب هذا السؤال ... على قلم تمرس وصف ما يحلو له فكيف يطلب منه أن يصف ذاته.. أو يعرف بذاته.. أعني أعتذر عن هذه الصورة الكلامية لأقول

بوضوح من أنا: أنا "علي نفنوف".. المولود في قرية "الجعفريات" عام 1969م، متأهل ولدي ثلاث بنات، مقيم في مدينة "صافيتا"...

أعمل كمراسلٍ صحفيّ للعديد من الصحف والمجلات.. وأعمل كمحرر في مجلة "عمريت".. كاتب ومؤلف، من مؤلفاتي: إمرأة من خريفها تزهر(شعر)،

عن ماذا تبحث أسئلتي (سلسلة حوارات)، الوجع الشهي "ديوان قيد الطبع

--------------------------------------------------------------------------------
اعتذر لعدم ظهور الصور

سوف اضع ملحق للمقابلة مدعمة بالصور
وصورة الفنان علي نفنوف موجودة بالمنتدى

لقد قرأت بين السطور صورة انسان مبدع من خلال الصورة الكلامية التي اوردها صديقنا هادي واتمنى من كل قلبي ان نرى سويا ابداعات فنانا الكبير الاستاذ علي

انسان مبدع ومحترف في المجال التصوير الضوئي وهو جامع كل الفنون من شعر ونثر وصورة شكرا هادي لانك نقلت لنا نبذة عن حياة المبدع علي نفنوف ومهنتة الرائعة وانا شاهدت بعض صوره الرائعة وانا من محبي هذا الفن.
وتقبل مروري مع اجمل التحيات