حلم عاشق

وهكذا .. انتهى كل شيء .. بصمتٍ تام .. مُطبق ..

ولكن انتهى بالنسبة لي بصعوبة قاسية ..

كيف لا وكم همت بذكراها أوقاتاً كثيرة ، وهي التي أنستني بطيفها همومي وأحزاني ، وآنستني عند الوحشة أمالاً وتفاؤلاً .. وملكت عليَّ مشاعراً رقيقة مُطهرة وسعت كل كياني ..

كان عليَّ أن أنساها .. غير أني كنت أدعوا لها الله بإلحاح أن يهديها ويبوأها الفردوس الأعلى من الجنة .. كان لابد أن لا أستمر في تعلقي بها .. فحياتي والظروف التي حولي تأبى الاستمرار في هذا العشق .. أموراً كثيراً أبت هذا الحال على الدوام .. برغم أني لم أمل أبداً من هذا الحال ..

الأمر كان مرير .. في بادئ الأمر كنت دائماً أحلم بها .. أحلاماً تدل على اشتياقي لها ، وأكثر هذه الأحلام كنت فيها أبحث عن منزلها وعنها فيه ..

كانت أحلام تثبت تعلقي بها ..

في مرة حلمت حلم أجج حبي لها .. وفور ما استيقظت ، قمت من فوري ، ولم أنبس بكلمة مع أحد ، وكل تفكيري يهيم مع أحداث الحلم ، عملت ما أفعله في الصباح من وضوء وصلاة .. ثم اختليت وحدي على الحاسوب .. وطلبت ملفها الذي خصصته لخطابتي إليها .. وكتبت تفاصيل حلمي بها ..

(( أميرة .. حبيبتي .. من غير أي شيء الله يعلم أني أحبك حباً خارقاً .. اليوم حلمت بكِ .. صحيح إنه مجرد حلم .. ولكنه ركز حبي لكِ ثانية بقوة بعد أن أجبرتني الأقدار أن أيأس من محاولاتي التي لا تذكر للتقرب إليكِ .. حلمت وكأني في " مشفى " .. مريضاً .. وكنت من قبل ذلك أراقبك وأنتي تدخلي منزلك وتتبادلين شيئاً مع صديقتك .. كنت أنظر إليك والعشق يقتلني ، وأنا أراكي في جمالك وحسنك ورشاقتك .. ثم بعد ذلك اختفيتِ عند مدخل منزلك .. وبعد ذلك جاء دور المشفى التي كنت فيها مريضاً .. كنت أعاني مرضاً أليماً .. وكنت أضجع علي سرير في ألمي ذاك .. وفجأة .. وجدتك أمامي في زي ممرضة .. تشعين من وجهك نوراً .. التفتي إليَّ .. واسترعاكِ مأساتي .. وحاولتِ مساعدتي .. حينها كنتِ قريبة مني ولم أشيح بوجهي عن وجهك طرفة عين .. وجدتي أنكِ عاجزة عن فعل شيء حيالي فلم تكوني تعلمي شيءً عن مرضي .. ولوهلة شعرتُ أنكي ستذهبين .. استغثت بكِ شاعراً أني سأفقد الفرصة .. وبسرعة قلت لكِ في ألمي في هيام خرج مني لم أعهده من قبل .. ( أحبك .. أحبك يا أميرة .. لا تتركينِ .. ساعديني ) .. شعرتُ بإندهاشك لهذا .. وعلي الأغلب رجحتي أني مختل ، أو ربما أهلوس .. ناديتي ثمة واقفين من الفريق الطبي لعلكي تعرفين عني شيئاً ، ولكن لم يفيدوكِ بشيء .. فقررتِ أن تبدئي بقياس الضغط .. أحضرتِ الجهاز وبدئتِ في العمل .. وشعرتُ بحنان أناملك علي معصمي .. كما أحسست بأن حبي لكِ في قمته .. أثناء ذلك حضرت معلمتك وزميلتك ، وحاولت زميلتك أن تأخذ العمل بدلاً منكِ .. ولكني رفضت وأمسكت بكِ وكأني طفل صغير متمسك بمربيته الحنون الحبيبة إليه .. قبلت معلمتك بذلك تحت إشرافها وساعدتك زميلتها .. ومن خلال نظراتي إليكِ المختلفة عن أي نظرات في العالم .. أعتقد أنكي فهمتي أني ( أحبك ) .. ولكن أعتقد أنكي لم تفهمي بأي قدر أحبك .. ربما قلتها لكِ تارة أخري ( أحبك .. أحبك ) وشعرتي أنتي بالإحراج من معلمتك ومن زميلتك .. وحاولتِ أنت تبرير ذلك بشيء آخر .. ولكني أصررت علي المعني الذي أقصده .. حتى أن ذلك في اعتقادي جعلكِ تتأكدين من حبي لكِ ويبدأ قلبكِ في التحرك من ناحيتي .. كل ذلك ولم أشيح بعيني عنكِ قط ، وكأني قد عثرت عليكِ أخيراً وأخشى أن تغيبي عني لحظة واحدة وتضيعي ثانية .. وفي نفس الوقت مقدار حبي لكِ كان في أعلي معدلاته الغير طبيعية .. كان وجهكِ جميلاً بنفس ما أراه أنا بعيني .. لأن لا أحد يقدر جمالك كما أقدره أنا .. أراكي بعيني وكأنكِ ملاكاً .. أراكي بعيني شمساً مشرقة متألقة في يوم شاتي بارد .. لا أتكلم عن أحلام .. ولكني أراكي كذلك بالفعل .. أنتِ يا أميرة قلبي الوحيدة التي بكي لها قلبي وعيني .. إني أحبك بشدة .. لا أحد يمكنه تصور مقدار حبي لكِ …

كان أروع وقت قضيتيهِ معي تعالجين مرضي .. بعد أن أنهيتِ عملك انصرفت معلمتك وزميلتك وذهبتِ ورائهما .. أثناء ذلك لوحتِ لي بيدكِ وأنتِ تبتسمين لي .. كنت مازلت في انفعالي بكِ .. ولقد رددت عليكِ بقبلة في الهواء حملت طناً من حبي إليكِ .. أعتقد أنكِ انفعلتِ من فعلتي تلك وربما تعرضتِ لدفقة من الحنين إليَّ فعُدتِ إليَّ مُسرعة ومِلتيِ عليَّ وقبلتي جَبيني .. يا إلهي لا أستطيع أن أصف ذلك .. ربما شعرتُ بالحنان الجارف من حضنك الذي عنيتنني به .. مهما كان لن أستطيع وصف ذلك .. ربما أحببتيني .. ولكن بالتأكيد ليس كحبي لكِ .. لكأني ملكتُ الدنيا لحظتها .. أااااااااااااه ه ه ه ه يا حبيبتي كم أحبك .. أشعر أني محروم منكِ .. أحتاج إليكِ بشدة .. أحتاج لضمتك هذه في الواقع المرير هذا .. أرجوا من الله عز وجل أن يمنحني إياكِ في الجنة في أعلي مرتبة منها .. يا رب يهديكِ يا حبيبتي .. يا رب )) ..