خمسينية تحصل على الثانوية العامة و تلتحق بكلية التقنيات العليا

من طرف **سيلين** الإثنين ديسمبر 21, 2009 5:08 am

نقلت لكم هذا الخبر لانه لفت انتباهي لان عنا في مجتمعاتنا العربية الذي يكبر لا يحق له ان يعمل اي شيء. عكس المجتمعات الغربية يبقى الشخص يتعلم حتى لو كان عمره فوق الستين او اي عمر لان العلم ليس له عمر.

خمسينية تحصل على الثانوية العامة و تلتحق بكلية التقنيات العليا

عندما اقترب عدد الأميين في الدول العربية من‏70‏ مليون شخص، وفاقت نسبة النساء بينهن الـ ‏46.5% بينما لم تتجاوز نسبة الذكور‏25.1 %. كان لا بد من دق ناقوس الخطر. ففي دولة كالإمارات، أمضت المرأة سنوات طويلة تحمل فيها مسؤولية البيت بينما الرجال منشغلون في الغوص... تلك الأيام وما تلتها فقدت فيها الكثير من النسوة نصيبهن في التعليم، ثم عادت مراكز تعليم الكبار والتي بلغ عددها في العام 2004، 110مراكز لتمارس دورها في إعادة كبار السن إلى ركب الحياة.

"سيدتي" التقت المواطنة الإماراتية خديجة القبيسي "أم سيف" التي تعتز بقوة شخصيتها وإرادتها، فهي الآن في الـ 52 من عمرها، واستطاعت في السنوات القليلة الماضية أن تتخطى التقاليد، وتقهر سنوات العمر والمعارضة من قبل أهلها، لتلتحق بالصف الأول الابتدائي، وتكمل رحلتها وتحصل على شهادة الثانوية العامة، لتكون بذلك أول إماراتية خمسينية تحصل على هذه الشهادة، لكنّ ظروفًا كثيرة طارئة حالت دون استكمال تجربتها الجامعية، تعرفنا «أم سيف» على ما لم تقله من قبل، فبعد أن أتمت مرحلتها الثانوية، وجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك -الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ورئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيس منظمة المرأة العربية- الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بإعطاء استثناء للمواطنة خديجة القبيسي من شرط المجموع، وقبولها بكليات التقنية العليا للطالبات، لأن إصرارها ل على أن التعليم لا يقف عند مرحلة عمرية معينة.

أم سيف أم لستة أبناء و10 أحفاد، تزوجت عام 1971 وعمرها 14 سنة، توفي زوجها منذ 20 سنة، تاركًا لها الأطفال الصغار الذين لم يجدوا حولهم إلا أمهم، التي ألحقتهم بالمدرسة التي حرمت منها في طفولتها، فكان منهم الضابط والمسؤول ببلدية أبوظبي...وتقول: "فكرت في التعلم أثناء مرض زوجي، لكن ظروفي حالت دون ذلك، وما دفعني لتنفيذ الفكرة، هو الملل والفراغ الذي عشته بعد وفاته، ولا تستغربوا أنني كنت أطمح لدخول مجال العمل لأصبح مديرة مؤسسة أو شركة".

وإلى جانب الملل تذكر «أم سيف» يوم فشلت في مساعدة ابنها الصغير في حل واجبه الدراسي، فآلمها الأمر كثيرًا، ومن يومها قطعت على نفسها عهدًا بأن تقهر الجهل، وتعيد التفكير ثانية في تحقيق الحلم القديم...وتتابع:" ومع أن الخجل والتردد كانا يمنعاني، إلا أنني التحقت بدورات تحفيظ القرآن الكريم بالاتحاد النسائي، وحفظت جزءي عم وتبارك، على يد الحاجة عزيزة التي لا أنسى فضلها، وعندما افتتح الاتحاد النسائي قسم «محو الأمية» وصلت للصف الخامس».. وكدت أتراجع عن هذه الخطوة، لولا تشجيع المدرسات، لكنني اجتزت سنوات أربع من الدراسة، إلا أن هموم الحياة جعلتني أنقطع عن الدراسة 10 سنوات، ولما كبر أبنائي وجدت منهم التشجيع الكبير وخاصة من ابنتي الكبرى أم سلطان، وبالفعل سجلت في جمعية النهضة الظبيانية، لكنني لم أستطع الالتزام بالدراسة بسبب الوقت المبكر للحضور، والذي كان يتلازم مع خروج أولادي للمدارس، وعدت ثانية للمكوث في البيت، ولكن الفترة طالت هذه المرة لتصل إلى 10 سنوات أيضا، حتى فوجئت مرة أخرى بالفراغ بعد زواج أبنائي، مما دفعني للهروب من هذه الحالة بالانضمام إلى مركز رقية للتعليم النسائي، الذي تحول فيما بعد إلى مركز الدانة، حيثُ واصلت فيه تجربتي حتى حصلت على الثانوية العامة".

فرحت أم سيف كثيرًا بقرار الشيخة فاطمة بنت مبارك بإلحاقها بكلية التقنيات، رغم أن مجموعها بالشهادة الثانوية (70%) التي لم تكن مناسبة، وتكمل أم سيف: "بدأت دراستي الجامعية، لكن الفارق العمري بيني وبين زميلاتي بالقسم جعلني لا أتأقلم معهن في الحقل العلمي، كما أن الالتزام بمواعيد المحاضرات لم يكن في مقدوري، لأنه يختلف عن المدرسة، ولم يكن الوقت ملكي"....

تذكرت أم سيف أن ابنتها أم سلطان رافقتها في أول يوم دراسي لها بالجامعة لتنزع من قلبها الخوف... وتتمنى خديجة القبيسي إحداث كلية خاصة لمن هن في مثل عمرها أو أكبر قليلاً، وتحديدًا في مجال الأعمال الذي تعشقه، وتدين بالفضل لجميع المعلمات اللاتي ساعدنها، وتتابع قائلة: «عانينا كثيرًا في حياتنا أيام زمان، لكن الحياة الآن أصبحت سهلة ومريحة، لذا بإمكان كل فتاة أن تجتهد أكثر، ولكن للآسف جيل اليوم لا يشعر بهذه النعمة».

سيلين