نكران الجميل

من طرف **SAMER0933** الثلاثاء يناير 26, 2010 8:21 pm

مرحبــــــــــــــا

لم يكن في حسابي أن تصل الحكاية إلى ذقن الشيطان مرة واحدة...

كنت
سألته عن أخبار أحد أبناء بلدته من معارفي القدامى الذي جمعتني به الدراسة
والمدرسة نفسها في المرحلة الثانوية فأجابني أنه
متخاصم مع صاحبه الشيطان في هذه الأيام.

هي إجابة كانت مفاجئة
بالنسبة لي، فمن هو الذي يعترف بأنه على علاقة طيبة مع الشيطان الذي نعدّه
المسؤول الأول والأخير عن كل شرور تقع على وجه الأرض ليتخاصم معه، ذلك على
الرغم من وصفنا لأبنائنا على سبيل التحبب ببعض الصفات الشيطانية ومناداتنا
للواحد منهم مثلاً ب: تعال يا شيطان.. أين اختفيت يا إبليس.. عندي هالولد
شاقق الأرض وطالع..

أيضاً نحن كبار السن لا نخجل من رفع رؤوسنا
إلى السماء حين نوصف بعبارات كهذه.. وهكذا نكون في عقلنا الباطن نكن
الاحترام والتقدير ونبدي الإعجاب الشديد بالشيطان، بينما نحمِّله في
الواقع كل أخطائنا وخيباتنا وضيق عيشنا، لهذا لا نكف عن لعنه آناء الليل
وأطراف النهار. بل تكاد عبارات مثل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..الله
يلعنك يا شيطان..يلعن الشيطان الرجيم..الأكثر استخداماً على ألسنتنا..
وهذه ليست قضيتنا فقط نحن أبناء هذا العصر الذي وصلت فيه العلوم إلى ما
وصلت إليه، بل قضية البشر منذ فجر التاريخ. فالشيطان ملعون منذ الأزل إلى
أيامنا، فقيام الساعة، كما تقول الأديان.

ظننت في البداية أن
الرجل قد ترك دينه الإسلام ودين أجداده وتحول من عبادة الله إلى عبادة
الشيطان، فهناك تجليات معاصرة كثيرة في مناطق مختلفة من العالم، ومنها
بلداننا لعبادة الشيطان الذي عبده بعض البشر منذ فجر التاريخ كإله للشر،
وقدموا له القرابين، إلى استمرار هذه العبادة إلى أيامنا هذه لدى بعض
المجموعات البشرية فظهور ما يمكن أن نسميه صرعات معاصرة لعبادة إبليس من
مجموعات عجيبة من الشباب والشابات في مختلف بلدان العالم، تصفهم بعض
المدونات الإلكترونية على هذا النحو : وجوه ملونة وشعور طويلة مجدولة على
هيئة حبال، يشوه أجسادهم الوشم لصور حيوانات خرافية بقرون، ترافق صلواتهم
الشيطانية موسيقى صاخبة تعطل الحواس أثناء الاستماع إليها تدعو إلى تمجيد
الشيطان والانتحار، يذبحون القطط والكلاب ويقدمونها قرابين لشياطينهم بعد
أن يدهنوا أنفسهم بدمائها لأنهم يعدّون هذه الحيوانات حارسة لعالم
الشياطين.

وقبل أن أشرّق وأغرّب وأذهب إلى أماكن أبعد بتقدير مستوى العلاقة بين زميل الدراسة في الثانوي والشيطان، أجابني ابن بلدته:

في
بداية عهده بالوظيفة سلموه رئاسة شعبة أرشده إبليس على دهاليزها فأفاد
واستفاد، واشترى شقة واسعة علّق على بابها الخارجي لوحة مكتوب عليها: (هذا
من فضل ربي،) فزعل منه الشيطان ونوى أن يقاطعه لأنه صاحب الفضل الحقيقي.
لكنه سرعان ما غفر عندما أخذ يستجيب له ويبلع الأخضر واليابس لاحقاً، ذلك
حين رُفِّع من رئيس شعبة إلى رئيس دائرة. لكن العلاقة كانت قد توترت مع
إبليس مرة ثانية، عندما اشترى سيارة علّق بجانب مرآتها الداخلية ميدالية
مكتوب عليها بماء الذهب: (الملك لله). لكن إبليس سرعان ما غفر حين استجاب
له وبدأ يحفر تحت المدير ليجلس مكانه..وبعد أن جلس مكان المدير وحوّل
المؤسسة إلى مزرعة خاصة وشرع يبيع ويشتري. وكلما امتلك حاجة أشهر عليها
القول المأثور: (الملك لله) عندئذ زعل منه الشيطان أكثر من السابق وقرر
مخاصمته حتى يعود إلى رشده ويعلن عن صاحب الفضل الحقيقي.. أليس من حق
إبليس أن يزعل منه، بربك؟

ـ طبعا من حقه أن يزعل.. وإذا لم يبادر إلى تصحيح مثل هذا الخطأ الشنيع فمن حق إبليس أن يطالب بحصته من أملاك صاحبنا.

تحياتـــي للجميــــع