قطع لسانك

حكم المجلس العرفي بجنوب سيناء على شاب ينتمي لأحدى قبائل المنطقة بقطع اللسان وبعد مفاوضات مضيت بين المجلس وأثل الشاب تم التعويض بغرامه قدرها 40 حملاً وفدية 5 جمال مقابل عدم قطع لسانه!!

سبب العقوبة أن الشاب قام بتوجيه بعض عبارات الغزل الخادشة للحياء إلى راعية غنم تنتمي لقبيلة أخرى فأسرعت بإبلاغ أهلها بما تعرضت له فحكم المجلس العرفي بالعقوبة السابقة.
تم عقد المجلس العرفي في خيمة داخل الصحراء وجلس داخلها جميع الأطراف يتصدرهم القضاة المعرفيون .. بينما جلس الشاب المتهم بمعاكسة الفتاة وحيداً صامتاً لا يتكلم ولا يعقب على أية مناقشة أثناء المداولة حول الجريمة المتهم فيها طبقاً لقانون الصحراء.. وحيث يعد صمته هو بمثابة اعتراف تام بكل ما طرحه قاضي الإدعاء... وعقب النطق بالحكم والذي يعد ملزماً لقبيلة الشاب يبدأ التنفيذ فوراً !!

هذا العرف السائد حتى اليوم هو أحد أسباب استقرار العلاقات بين جميع أهل الصحراء .. وهذه الواقعة تستدع التأمل والخروج منها بعدة دروس مستفادة أولها أنه مازال هناك في مصر من يحترم الكبير ويعتبر كلمته قرار قاطع لا يقبل النقض أو الإبرام .. وثانياً أن هذه الفتاه لم تخضع بالقول أمام معاكسات هذا الشاب مثلما يحث مع الأسف في منطقة المدن بل القرى في عدد كبير من محافظات الجمهورية حيث تحولت المعاكسات إلى واقع بل ربما تغضب البنت إذا لم يعاكسها أحد وتضطر إلى مراجعة مظهرها في المرة القادة حتى تكون موضع تعليقات من الآخرين ... الدرس الثالث أن الشاب اعترف بما فعله ولم يناور أو يخادع ورضخ الأهل لحكم المجلس العرفي !!

العقاب من جنس العمل يردع أي مخالف للحياء أو القانون ويجعل من يفكر في نفس الفعل يتردد مائة مرة.. أقطعوا لسان كل من يتطاول بالقول والفعل الخادش .. لكن المشكلة أننا سنجد 90% من المصريين بلا السنة !!