حلب العاصمة الاقتصادية للجمهورية العربية السورية

من طرف **hadideeb** الثلاثاء فبراير 09, 2010 12:24 am

قرر مؤتمر منظمة المؤتمر
الإسلامي الذي عُقد في الجزائر في كانون الأول سنة (2004م) أن تكون مدينة
حلب (عاصمة الثقافة الإسلامية ) في عام (2006م).
وهكذا بدأت
الاستعدادات الحكومية والشعبية في حلب لاستقبال الوافدين من أنحاء العالم
الإسلامي لمشاهدة هذه المدينة العريقة، والاستمتاع بما تم إعداده في هذه
المناسبة من فعاليات ثقافية وفنية متنوعة ستتوزع في أرجاء المدينة ابتدأ
من تاريخ (18- 3- 2006م) وحتى نهاية العام .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولكن لماذا تم اختيار مدينة حلب عاصمة للثقافة الإسلامية ؟
تمثل مدينة حلب نموذجاً أصيلاً للمدن الإسلامية من جوانب متعددة، فمنذ
الفتح الإسلامي لمدينة حلب سنة 16هـ تعاقبت على تلك المدينة عدة دول
إسلامية وهي:
1. الدولة الأموية .
2. الدولة العباسية بما فيها من إمارات : حمدانية ، وسلجوقية ، وزنكية ، وأيوبية.
3. دولة المماليك.
4. دولة العثمانيين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد تركت تلك الدول فيها آثاراً عمرانية خالدة تتمثل في عدد كبير من
المدارس، والخانات، والمساجد، والأسواق، والبيوت التاريخية، والحمامات،
إضافة إلى سور وأبواب المدينة القديمة، والقلعة الشهيرة.
حلب عاصمة الدولة الحمدانية:
عرفت حلب أيامها الذهبية في ظل الدولة الحمدانية ( 223-532 هـ
/837-1128م) حيث اتخذها سيف الدولة الحمداني عاصمة لدولته وأعاد إليها
أمجادها فأصبحت من أهم عواصم الدنيا، مزدهرة بالفن والعلماء والشعراء حتى
قيل: (لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ
الشعر، ونجوم الدهر ).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكان سيف الدولة يكرم العلماء والشعراء والكتاب والعلماء، حتى أصبح القدوم
إلى حلب، والاستقرار فيها منية العلماء والأدباء، ومما يصور ذلك تلك
الأبيات الشهيرة التي قالها المتنبي في مدينة حلب:
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
واتسعت حلب في عهد الحمدانيين باتجاه الشمال فشملت كيليكية، وملاطية،
وديار بكر، وأنطاكية، وطرسوس، وأدرنة، إلا أن وقوف سيف الدولة وجيشه في
وجه الروم وغزواته المتكررة لبلادهم دفعتهم إلى محاصرة المدينة سنة
(353هـ)، واحتلالها وإحراقها وتركها مقفرة خالية بعد أن راح أهلها بين
قتيل وأسير.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وعندما عاد سيف الدولة إلى المدينة ووجدها على هذه الحال جدد الأسوار وبعض
المباني واستقدم إليها أهالي قنسرين وأسكنهم فيها، ثم توفي ليترك حلب من
بعده مدة قرنين من الزمن في عهد من الفوضى، وجاءت حملات الصليبيين الذين
اكتسحوا حلب (503هـ/ 1108م) لتزيد الأمر سوءاً، ولم ينته عهد الفوضى إلا
عندما تولى عماد الدين زنكي إمارة حلب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي عهد الدولة النورية الذي امتد خلال الأعوام ( 523-579 هـ/ 1128-1260م)
أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة من خلال الحملات العسكرية
التي قادها الأمير عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين محمود، وشهدت حلب في
هذا العصر مرحلة من الازدهار والاستقرار.
ولكن زلزال حلب المدمر عام
(1170م) قضى على عدد من معالمها، فقام السلطان نور الدين على إثر هذا
الزلزال بأعمال عمرانية كبيرة داخل المدينة ورمم أسوارها كما أعاد بناء
القلعة الشهيرة حتى أخذت شكلها النهائي على يديه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وحكم حلب بعد وفاة نور الدين ابنه، ثم آلت إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي
الذي وضع أخاه حاكماً عليها، ثم تولاها ابنه الملك الظاهر غازي الذي كان
من أعظم ملوكها ومصلحيها، فقد استطاع بحكمته وقاية المدينة من شرور
الفرنجة، إضافة إلى عقده عدة معاهدات تجارية مع أنطاكية والبندقية حتى
نالت حلب شهرة ومجداً عظيمين في عهده.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكان لمدينة حلب دورها المتميز في رفد الحضارة العربية الإعلامية في
ميادين الثقافة والعلوم من خلال عدد كبير من أعلام العلماء والأدباء الذين
عاشوا في حلب، ومن أشهرهم:

الفارابي ، والخوارزمي ، والمتنبي ، وأبو فراس الحمداني ، وأبو الطيب
المتنبي وعبد الرحمن الكواكبي، والشيخ أحمد الزرقا، وولده الدكتور مصطفى
الزرقا، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة ، والشاعر عمر أبو ريشة، والمؤرخ خير
الدين الأسدي وغيرهم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما من الناحية التجارية فقد كانت حلب خلال أكثر من ألفي عام أهم محطة
تجارية على طريق الحرير التاريخي الذي يربط بين الصين والشام ، وشهدت
صناعات كثيرة كانت تصدر إلى دول العالم ، ويشهد على ذلك تلك الخانات
الكبيرة المنتشرة في أحياء حلب القديمة، ومن أشهر تلك الصناعات الحلبية
الزيوت، والصابون، والمنسوجات القطنية والحريرية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقي أن نقول..... إن مدينة حلب تعتبر من أقدم المدن المأهولة في التاريخ ،
وقد بدأ الإنسان القديم بالاستيطان فيها منذ (11) ألف سنة قبل الميلاد كما
تدل المكتشفات الأثرية في منطقة (تل القرامل) .
ثم تعاقبت عليها
الأمم والشعوب التي أسست الحضارات القديمة فعرفت السومريين ، والأكاديين ،
والعموريين ، والبابليين ، والحثيين ، والآراميين، والكلدان ... ثم
الإغريق، والرومان، والبيزنطيين قبل الفتح الإسلامي...
وقد تركت تلك الحضارات أثارها العمرانية والثقافية في هذه المدينة العريقة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهكذا تعدُّ حلب متحفاً للحضارات المتعاقبة منذ القدم، فهي من المدن
الفريدة في العالم التي تتجمع فيها النقوش المعمارية، والمعالم الحضارية
التي توضح بشكل متصل تاريخ العمارة والفنون عبر العصور.
كما تمثل
حلب نموذجاً فريداً للتعايش الحضاري بين المسلمين والطوائف المسيحية ،
وبين العرب والأكراد والأرمن وغيرهم من القوميات التي تعيش في حلب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قلعة حلب:
إذا زرت حلب لاشك أنك ستدهش عندما تشاهد قلعتها الشهيرة وتلاحظ مدى قوتها
وحصانتها وموقعها في وسط حلب القديمة وإطلالتها الرائعة على المدينة
القديمة ...
ولكن لا تنسَ أن تزور المسجد الأموي فيها، والذي يجاوره سوق المدينة
القديم ، وأن تشاهد أبواب المدينة القديمة، وأن تستمتع أيضاً بحفلات رقص
الدراويش، ورقص السماح ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وننصحك بتذوق الأكلات الشعبية الحلبية مثل الكبب والكباب بأنواعها والحلويات الحلبية التقليدية مثل غزل البنات والشعيبيات ...

نحن ننتظرك في مدينة حلب.