"سومر إبراهيم" حصل على ما تمناه(الشهادة قدس الاقداس)

نورس علي

عرف معنى الإنسانية فتحلى بصفاتها، وعرف معنى التفوق فناله بأعلى درجاته، وأحب الوطن فقدم له أغلى ما يملك.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هو الشهيد البطل "سومر محمد إبراهيم" الذي طالما حاول الحصول على كل ما يتمناه، وهذا بحسب وصف السيد "محمد يوسف إبراهيم" والد الشهيد الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ "27/10/2011"، حيث قال: «لقد كان البطل الشهيد "سومر" مثالاً للرجولة والشهامة والكرم ومحبة الوطن والعشق الأبدي له، لأنه في وقت من الأوقات أبى أن يجلس في المنزل ويريح جراحه منتظراً شفائها على أن يكون في الخط الدفاعي الأول عن إخوته وأخواته في الوطن ضد المخربين والمسلحين الذين يعيثون فساداً في ظل الأزمة التي تشهدها "سورية" حالياً غير مدركين أنهم اختاروا المكان الخطأ ليعبثوا به.

لقد كان الشهيد "سومر" من المتفوقين بدراسته على الدوام، فحصل في الشهادة الثانوية على المرتبة الأولى ضمن منطقة "القدموس" وعلى المرتبة الثالثة ضمن محافظة "طرطوس"، وقرر حينها التسجيل في كلية الهندسة الكهربائية إلا أنه لم يكمل حتى التخرج لأسباب خاصة، وحينها قرر الالتحاق كمتطوع برتبة رقيب أول بصفوف "الجيش العربي السوري" قدس الأقداس وحامي الحمى وشرف "سورية" العظيمة، ليدافع عن أرض الجولان ويشارك رفاقه في حماية كل شبر من أرض وطنه الذي عشق.

وخلال فترة تطوعه وخاصة في هذه الأحداث الأخيرة عام /2011/ كان الشهيد كبقية رفاقه الذين نعرفهم من حماة الوطن مواظباً على احترام رؤسائه في الخدمة ورفاقه على حد سواء وهذا بشهادة رفاقه الذين شيعوا جنازته، ففي أحد مهامه العسكرية الدفاعية من حوالي الشهرين ضمن ناحية "كفر بطنا" بمحافظة "ريف دمشق" أصيب إصابة بليغة أقعدته في الفراش فترة من الزمن، ولكن مشاعره ووطنيته أبت أن تتركه يكمل نقاهته في القرية بعدما رأى رفاقه وإخوته بالوطن والسلاح وهم يدافعون ببسالة عن وطنهم، فقرر أن يقطع نقاهته ويعود إلى خدمته وواجبه الوطنيين وهنا كان لحظة لن ننساها جميعاً كأسره له مهما حيينا، لأنه قبل ذهابه طلب منا الدعاء له بأن يستجيب الله لرغبته في تحقيق الشهادة في سبيل وطنه وعلم وطنه.

وهذا ما يبعث على العزة والقوة والإصرار الذاتي على متابعة مشوار هؤلاء الأبطال الذين طلبوا الموت تجاه قضيتهم ووطنهم، إضافة إلى رؤيتنا لذوي الشهداء الذين التقيناهم وشاركناهم في تشييع أبنائهم وما يتحلون به من قوة وشهامة وشجاعة لتقديم المزيد والمزيد من الشهداء لأن هدفنا واحد هو الذود عن حدود الوطن بالثمن الذي يتطلبه دون أي تردد، فسورية غالية وأغلى ما نملكه، ومهما فقدنا من أبطال وخسرنا من أموال يمكننا تعويضها على خلاف خسارة الوطن الذي لا يمكن تعويضه أبداً ولا بأي شكل كان».

السيدة الفاضلة "بهية صقور" والدة الشهيد "سومر" قالت: «الحمد لله الذي كرمنا بهذا الشرف العظيم فالشهيد "سومر" يستحق هذا الشرف لأنه كان وفياً وصادقاً ومخلصاً وكريماً ومحبوباً من قبل كل من يعرفه، ولم يكن كذلك لما ترجى ربه أن يمنحه الشهادة قبل شفائه وعلى خط الدفاع الأول ضد المسلحين والمخربين في وطنه.

وأذكر أنه قبل مغادرته وقبل انتهاء نقاهته طلب منا خلال وداعنا له أن ندعو له أن يقبله لله شهيداً فيعود إلينا بطل كالأبطال الذين خلد وسيخلد التاريخ أسماءهم، وكأنه يعلم بمصيره ويعلم بأن الله أذن له بالشهادة.

وبحسب ما تحدث به رفاقه عن مرحلة استشهاده فإنه كلف بمهمة عسكرية مع مجموعة من رفاق السلاح لمساندة مجموعة أخرى من الرفاق بعد عودته إلى خدمته العسكرية في نفس المنطقة التي أصيب فيها سابقاً "كفر بطنا"، لكن هذه المهمة كانت صعبة لتواجد عدد كبير من المسلحين في المنطقة ممن لا يعرفون الله والرحمة بعباده، فكان له ما أراد وهي الشهادة».

وفي لقاء مع السيد "أحمد غسان أحمد" صديق الشهيد "سومر" قال: «لقد كان الشهيد البطل يحمل معظم الصفات التي يحلم بها كل إنسان شريف ومخلص للإنسانية والوطن بشكل عام، وأعتقد أن إنسان كهذا يستحق الشهادة، وقبل هذا كله حصل على احترام جميع من يعرفه من أصدقاء وأقرباء، حيث كان بيننا كفراشه تسعد كل من يحظى بها، إضافة إلى أنه كان وعلى الدوام من المتفوقين في مدرسته، إلا أن الحظ لم يحالفه في متابعة دراسة الهندسة، فتخلى عنها بكل سعادة ودون أي حزن على أمل أن يدركها بعد تحسن الأوضاع».

أما السيد "مازن إبراهيم" ابن عم الشهيد "سومر" فأكد أن الشهيد "سومر" حمل بين جنبيه الكثير من الصفات الإنسانية كالنخوة والرجولة التي قل نظيرها، حيث كان ملبياً لمساعدة جميع رفاقه وأقاربه عندما يشعر بحلولها، لذلك كان فخراً لنا قبل حصوله على شرف الشهادة، وما زادتنا هذه الشهادة إلا رفعه وطموحاً نحو تقديم المزيد والمزيد من خيرة أبنائنا ورفاقنا.

يشار إلى أن الشهيد "سومر محمد إبراهيم" عازب ومن مواليد عام /1987/ قرية "تناخة" التابعة لمنطقة "القدموس"، وقد استشهد بتاريخ "14/10/2011" في ناحية "كفر بطنا" التابعة لمحافظة "ريف دمشق".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والد الشهيد ووالدته

الشهيد "سومر"