هل اقترب الربيع من تركيا

وسط اجراءات أمنية مشددة شهد ميدان تقسيم في اسطنبول مظاهرات حاشدة في 19 كانون الثاني بمناسبة الذكرى الخامسة لاغتيال الصحافي الأرمني المعارض هرانت دينك على يد الميليشيات العنصرية، وذلك بعد ثلاثة أيام على اعلان الحكم في قضيته وتبرئة تسعة عشر من المتهمين بالتخطيط لعملية الاغتيال. ورغم أن الجهات المنظمة للتظاهرة طلبت عدم القاء الهتافات فإن المتظاهرين الغاضبين من نتيجة المحاكمة هتفوا ضد الفاشية وارهاب الدولة، وطالبوا بالعدالة واحترام حقوق الأقليات. كما تم استذكار المجازر التي قامت بها أجهزة الدولة، وآخرها قصف خمسة وثلاثين قروياً كردياً بالطائرات الحربية.
وكان القاضي في قضية الاغتيال قد صرح في اليوم السابق بتصريح مثير قال فيه أنه لا يستطيع القول بعدم وجود منظمة وراء عملية الاغتيال. وهو ما زاد في سخط المتظاهرين، فصرحت المتكلمة باسم "أصدقاء هرانت دينك" قائلة: "القضاة يعترفون بصراحة أنهم لم يتمكنوا من تحمل الضغوط، وأنه كان عليهم انهاء القضية بأسرع وقت ممكن. فليسمع هذا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الذين زعموا استقلالية القضاء"
كما شهدت المظاهرة تقدم المتظاهرين بالتعازي وأكاليل الورود إلى راكيل دينك زوجة الصحافي المقتول والتي وقفت عند مبنى صحيفة آغوس التي كان زوجها رئيس تحريرها، ووقف إلى جانبها عدد من الكتاب والمفكرين والفنانين وحشد كبير من المحبين والمتعاطفين. وقد حاصرت قوى الأمن الميادين والشوارع التي شهدت التجمعات، وقامت باغلاق عدد من الشوارع الفرعية ومحطة المترو المؤدية للساحة. كما حلقت طائرات هليوكوبتر تابعة للأمن فوق المتظاهرين.
يذكر أنها من المرات القليلة التي تبرز فيها روح الوحدة والتسامح بين شرائح وطوائف المجتمع التركي بهذا الشكل الواضح والقوي. وهو ما يقوي الأمل الضعيف بربيع جديد يأتي إلى تركيا، حقيقي هذه المرة.