الكتابة على جدران الحمامات

تخيل معي أنك دخلت أحد الحمامات التابعة لمسجد أو جامعة أو أي حمامٍ عام ,, ووجدتَ جدرانه تختالُ فرحاً وتنتشي ألقاً جرّاء خلوّها من عبث الأنامل المكبوتة والمحرومة من التعبير عن مايختلجُ في مكنوناتها من أعباء الحياة وهمومها ,, صدقني سيكون ذلك من المُحال ,,

لقد أضحت جدران الحمامات أشبه بالمذكرات اليومية التي يُدونُ فيها الشباب سلسة الأحداث التي يمرون بها ولايستطيعون البوح بها بسبب الخوف أو الخجل ,, وذهب أحدهم للقول بأن من يريد معرفة أهم القضايا التي تشغل أية مجتمع فعليه أن يخطف نفسه ويذهب إلى حمامات الجامعات ,, ففيها سيجدُ كل ماخفيَ واحتجب من أتفه القضايا وحتى أكبرها وأخطرها ,,

وقد يظن بعضأن هذه العادة موجودة فقط في دولته فقط ,, ولا يدري أن في الدول الأخرى ماهو أنكى وأبكى من الموجود في دولته,, حيث ستجد السياسة والشعر والغزل وتجارب الحب وأرقام التلفونات والرسوم والكلمات الإباحية ,, وكذلك الكلمات التي ما إن تقرأها حتى تجزم أن من كتبها أقرب إلى الجنون من الشعرة ,,

ومن البديهي القول أن الشباب هم المحرك الأساسي لهذه الظاهرة ,, سواءً كانوا ذكراناً أو إناثاً ,,
لما تفرضه عليهم القيود والأعراف من عدم الخوض في القضايا المعقدة مثل الجنس ونقد الوضع المعاش وما إلى ذلك من التابوهات

ولن أتبحر أكثر في هذا الموضوع ,, بل سأتركُ لكم هذه المهمة ,,